المساء
خالد امام
وماذا بعد - نعم زلزال 9 ريختر
شيء طبيعي جداً ان يتم تغيير وزير أو اكثر سواء لأنه مُقصر أو تصادمي أو اصبح لايناسب المرحلة التي تحتاج لدماء جديدة أو لأي سبب آخر.. لكن في كل الأحوال يجب أن يكون نقدنا لأدائه موضوعياً ومنطلقاً من مصلحة الوطن وللاصلاح وليس الشماتة أو التشفي.
اليوم أركز علي وزارة الداخلية لأنها كانت فارس التغيير نتيجة الفشل المتتالي في تأمين الأماكن الحيوية وآخرها دار القضاء العالي وتفجيرات مديريات الأمن وسقوط العديد من القتلي مثل شيماء الصباغ في وسط البلد والمحامي كريم حمدي بقسم المطرية اضافة إلي كارثة مشجعي الزمالك وعدم وجود خطط لحماية الضباط والجنود وتجاوزات بعض رجال الشرطة.
اللواء مجدي عبد الغفار الوزير الجديد قضي غالبية حياته الشرطية في جهاز أمن الدولة والذي هو بمثابة عمود خيمة الداخلية وشاهد بعينيه كيف قام الاخوان بتجريف الوزارة من معظم الكفاءات خاصة هذا الجهاز المهم سواء بالنقل أو المعاش .. وكيف اوصلوا الشرطة الي ماهي عليه تمهيداً لتحويلها الي "جهاز حسبة" لايمت للأمن بأية صلة حتي يأمنوا علي انفسهم لدرجة ان ميزانية الوزارة - دون اي وزارة اخري - وتسليحها وتدريب افرادها وحركة الترقية والنقل.. كل هذا كان يُعرض اولاً علي مكتب الارشاد لاتخاذ مايراه قبل اعتماده شكلياً .
لذا.. فان عيوب الوزارة وطرق علاجها كانت أمام عينيه طوال السنوات الأربع الماضية.. وهذا مايفسر قيامه بعد ساعات من تعيينه وزيراً بتنفيذ اول بند في "برنامج العلاج" باجراء حركة تعيينات وتنقلات واسعة شملت 27 قيادة شرطية.
ورغم ان الحركة تضم العديد من مديري الأمن ومديري الادارات فان اهم مافيها من وجهة نظري اسناد 5 قطاعات بعينها لقيادات علي كفاءة عالية جداً نظراً لأهميتها وخطورتها .
ومن المؤكد ان "جهاز الأمن الوطني" سيعود إلي سابق عهده عندما كان تحت مسمي أمن الدولة وسوف ينشط مع اللواء صلاح حجازي ومن الآن فصاعداً ستتوافر المعلومات الكفيلة بكشف البؤر الارهابية والمخططات الهدامة وعناصرها القذرة. وان "الأمن العام" سيكون مع اللواء كمال الدالي له دور مهم وبارز في الحد من الجريمة . وان "الأمن" سيكون مع اللواء السيد شفيق اكثر حرفية ومراعاة لحقوق الانسان والحريات دون التفريط في أمن الوطن والمواطن ومؤسساته ومرافقه. وان "نظم الاتصالات" سيكون مع اللواء هشام زهران اكثر ديناميكية ومثابرة وعلماً وتتبعاً لكشف المواقع الإلكترونية التي تحرض علي الإرهاب وتبث معلومات واخباراً كاذبة أو مضللة وتحث علي الكراهية . وان "السجون" ستشهد مع اللواء حسن السوهاجي طفرة من حيث تطبيق القانون ومعايير حقوق الانسان والانضباط.. من الآن فصاعداً لا افراط ولا تفريط في أي شيء.
لقد ابدعت "المساء" في عددها أمس حين وصفت حركة التعيينات والتنقلات بأنها "زلزال في الداخلية".. نعم زلزال 9 ريختر سوف "يعدل المايل".. ومن هنا فان قلبي مطمئن لما ستكون عليه الأمور وفي ذات الوقت فان قلوب الاخوان خوارج العصر واذنابهم والمجرمين بكافة تصنيفاتهم قد سقطت في "رُكبهم" لأن اليوم ليس كالأمس ابداً ولاتعولوا علي الكام مظاهرة عشرية التي تتبخر بمجرد ظهور 5 جنود.. انها مجرد حلاوة روح .. وإن غداً لناظره قريب .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف