أظن أن الحروف والكلمات تلعن وتسب من يسئ استخدامها في عبارات هدامة خادشة مظلمة، وأظنها تفخر وتنتشي بمن يحيلها إلي عبارات شاهقة مشرقة مستشرفة، وأظنها الآن قد أعلنت حالة الحداد علي رحيل خير من رافقها، أظنها تبكي من كانت تستمد منه الرونق والبريق واللمعان، تبكي من صنع مجدها وقوتها ورشاقتها ورصانتها ومعناها، تبكي من أحالها إلي غذاء للعقل والروح، إلي مصانع لإنتاج الرؤي والأفكار، ومدارس للتعليم والتحليل، ومناجم للقيمة والحكمة والتدبر. من حق الحروف والكلمات أن تحزن وتبكي، وواجب علينا أن نواسيها قبل أن نواسي أنفسنا، هذا الرحيل المدوي للكبير أوي "محمد حسنين هيكل"، ونسألكم الفاتحة.