الأهرام
حجاج الحسينى
الأهرام وهيكل .. ثنائية العشق
استأذنك عزيزي القارئ أن أتوقف اليوم عن أخبار الفساد والمفسدين والمسئولين والمهمومين ونترك مشاكل ومشاغل
الدنيا ونفرد الحديث عن هيكل " الأهرام " .. الأستاذ محمد حسنين هيكل الذي انتقل إلى جوار ربه أمس الأول.. هذه المساحة المتواضعة لا تكفى لنعى الأستاذ ، وحسنا فعل "الأهرام " أمس وكان المانشيت " الأهرام ينعى للأمة الأستاذ هيكل " وجاء النعي وشعار الأهرام وصورة الأستاذ باللون الأسود على الصفحة الأولى بالكامل في تقليد لا يحدث فى تاريخ الجريدة إلا فى حالات نادرة .

والحق أن الأستاذ هو المؤسس الثاني للأهرام بعد سليم وبشارة تكلا ، ولا أبالغ إن قلت إنه لا توجد صحيفة فى العالم ارتبطت باسم غير مؤسسها كما ارتبطت الأهرام بالأستاذ محمد حسنين هيكل ولا يمكن أن يذكر أحد الأهرام دون ذكر هيكل ولا هيكل بدون الأهرام فالأهرام وهيكل ثنائية العشق المتبادل فقد وضع هيكل الأهرام فى مكانة عالمية وكان مقاله " بصراحة " مصدر معلومات وأسرار الزعماء والأحداث المصرية والعالمية .

قيمة وقامة الأستاذ لم تكن فى موهبته وعلاقاته بزعماء ورؤساء العالم وإنشاء مبنى الأهرام العملاق بالجلاء بقدر ما كانت فى حرصه على كرامة الصحفي ، وأذكر هنا موقفا للأستاذ عندما رفض طلب محافظ القاهرة بتغيير مندوب الأهرام – الراحل محمد عبد التواب – لقيامه بنشر خبر عن انتشار القمامة بميدان التحرير وكان المحافظ أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو 52 وعلى علاقة بالزعيم عبد الناصر فأعطى الأستاذ تعليماته بمنع نشر أخبار المحافظة إلا بعد اعتذار المحافظ لمندوب الأهرام، وهذا ما تحقق بالفعل فكانت كرامة مندوب الأهرام فوق مجاملة أي مسئول حتى لو كان عضوا فى مجلس قيادة الثورة .

وللحق أقول انه إذا كان الأستاذ هيكل هو المؤسس الثاني للأهرام فإن الأستاذ إبراهيم نافع هو المؤسس الثالث وآخر قمم الأهرام ، وصفة الكمال لا تكون إلا لله وحدة وعلينا أن نتعظ من رحيل الأستاذ ومن حكمة الموت فسوف يحاسبنا الله يوم اللقاء على ما نقوله سواء كان حقا أو باطلا . وأدعو أن نلقى الله جميعا ونحن على الحق .

كلمة أخيرة ..

حفظ الله مصر وطنا وشعبا وجيشا ورئيسا .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف