الأخبار
جمال زهران
تشكيل المجلس القومي للمرأة وضرورات إعادة النظر
لو لم تكن مقتنعة، فلماذا لم تستقل لتسجل هدفا في مرماها النظيف، ولم تفعل حفاظا علي مصالحها ومسايرة للاوضاع وهي من صفات الشخصيات الانتهازية!!

بعض من السيدات الفضليات من محافظات الوجه القبلي والوجه البحري، شاكيات من تجاهلهن في تشكيلات المجلس القومي للمرأة، وانعدام المعايير، والتركيز علي السيدات «النجوم»، وسيدات الصالونات، وعدم الاهتمام بسيدات الاقاليم، وطالبنني بضرورة التعبير عنهن، خاصة انه عند اجراء التشكيلات في المحافظات يكون نصيب أهل الحظوة والقريبات من المسئولين دون عناء البحث عن اية تشكيلات للمرأة المصرية الحقيقية، والاعتماد علي الشخصيات «الجاهزة» وهي شخصيات مستهلكة اصابت الناس بالملل والرتابة لوجودهن في كل شيء!! والادهي من ذلك مجيء وفد من سيدات القاهرة الكبري «القاهرة-الجيزة-القليوبية»، حيث باغتتني هؤلاء دون سابق موعد، ودخلن معي في اشتباك لفظي حول تشكيل هذا المجلس، وكأنني الذي اصدرت القرار بالتشكيل أو ساهمت في الترشيح لشخصيات بعينها!! وتساءلن كيف يصدر قرار تشكيل المجلس القومي وقد ضم فيه من السيدات ما عليهن علامات استفهام، واجهزة الرقابة تسجل مخالفات مالية حتي الفساد لبعضهن باعتراف وزير مسئول عنهن واسمعنني ذلك صوتا وصورة، كما ان التشكيل ضم سيدة شغلت منصبا وزاريا أيام مرسي والاخوان، واصدرت قرارا بالمخالفة للقانون باشهار «جمعية الاخوان المسلمين» خلال ثلاثة ايام!! فان لم تكن اخوانية، فهي متأخونة لانها سايرتهم!!

ولو لم تكن مقتنعة، فلماذا لم تستقل لتسجل هدفا في مرماها النظيف، ولم تفعل حفاظا علي مصالحها ومسايرة للاوضاع.

وناقشنني في كل اسم ووضعن أمام الغالبية منهن علامات استفهام كبري، ومن ذلك كيف يتم اتاحة الفرصة لشخصيات نسائية تعمل في الخارج ولا علاقة لها بالمرأة المصرية في الداخل، علاوة علي عدم قانونية الجمع بين عضوية المجلس، والمجالس الدولية خارج مصر، وان المجلس تم التفكير فيه وتشكيلاته علي خلفية انه للسيدات الهوانم!! باعتباره جزءا من ديكور نظام مبارك وما بعده وللآن!! وكان سمة الحوار الحدة الشديدة والانفعال والغضب، وتجاوبت معهن فيما عرضنه وناقشنه. والادهي من ذلك تلك المعركة التي دارت رحاها بين ثلاث من السيدات علي رئاسة المجلس «د. عزة هيكل-السفيرة مني عمر-السيدة مايا موسي»، وانتهت شكليا بحصول السيدة مايا- علي الغالبية من اصوات اعضاء المجلس والبالغة «٣٠» شخصا بين سيدات «غالبية» «٢٥» ورجال «أقلية» «٥» وبالتالي اصبحت رئيسة للمجلس، وهي مازالت مسئولة عن موقع تنفيذي في احدي المنظمات العالمية، وقد وعدت فور توليها رئاسة المجلس، التقدم باستقالتها من الموقع الدولي، ولم يصلنا حتي الآن تنفيذها لذلك، وحال عدم الالتزام فان وجودها علي رأس المجلس القومي للمرأة يصبح غير شرعي.

وقد لفت نظري ايضا تلك التصريحات الصادرة عن د. عزة هيكل والتي رشحت نفسها علي رئاسة المجلس وحصلت علي المركز الثاني بفارق بسيط ومحدود، والتي كشفت عن غضب شديد، اري ان الموقف يستحقه بطبيعة الحال، فقد كان لموقع الرئاسة المفاضلة بين د. عزة هيكل، والسفيرة مني عمر، وكلتاهما تستحق المنصب واعرفهما عن قرب، ولكن الاخطر هو تلك التصريحات التي اشارت فيها د. عزة إلي ان هناك دورا واضحا وصريحا قامت به كل من د. غادة والي «وزيرة التضامن والسفيرة ميرفت تلاوي» مارستا ضغوطا علي أعضاء المجلس للتصويت لصالح مايا موسي، وليس لصالحها كما هو متفق عليه، وان عقد الجلسة في مجلس الوزراء كان بترتيب، ساعد في ادارته والتأثير علي الاعضاء اللواء متقاعد رفعت قمصان «شرطة» ومستشار في مجلس الوزراء لشئون الانتخابات!! وهي تصريحات خطيرة تنم عن الحشد المسبق والتأثير العمدي في اختيار رئيسة المجلس، كما يثبت انتزاع ارادة المجلس في اختيار رئيسته، وكان الاجدي اذن حرصا علي تماسك المجلس، هو تعيين رئيس المجلس مباشرة، ومعه اعضاء المجلس.

الامر يحتاج إلي اعادة نظر، في اطار تحقيق هدف قومي وهو ان يكون المجلس القومي للمرأة، معبرا عن حقيقة المرأة المصرية، لا المرأة الارستقراطية والقاهرية، متمنيا ان اكون قد ناصرت المرأة المصرية الحقيقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف