الجمهورية
منى نشأت
الخدعة البيضاء
نحن الذين بدعنا ¢الدباديب¢.. ومن قتلناها أيضا.. وشهود الجريمة كثر.. كل من أكدن أنهن لا يردن دبدوبا ولا وروداً.. وطالبن الاستبدال بخاتم مطعم بالماس وصولا لحزمة جرجير.
في زماننا ابتدع الشباب الدبدوب يقدمونه للحبيبة.. وأظنهم يقصدون تلقينها أول درس.. ألا تنطق ولا تكون لها طلبات.. فإن وضعوها في مكان عادوا ليجدوها علي مكانها.. ومهما ضغطها ستظل تنضغط وتعود ناعمة وطرية.. وبيضاء تسر الناظرين.
ولأننا من جيل كم تمت سقايته بالرومانسية.. قبلنا وفرحنا بالخدعة كيف لا ونحن نسمع حليم في النهار ¢ويا ولدي قد مات شهيدا من مات فداء للمحبوب¢.. وأم كلثوم ليلا ¢وكل شيء في الدينا دي وافق هواك أنا حبيته¢.
ثم أخذتنا الأيام والسنين.. والقطة التي أغمضت العين علي حلم أفاقت علي حقيقة.. ألقت معها بالدباديب ولم تستطع أن تكون وردة.
سد النفس
في خطبة الجمعة سمعت الخطيب يقول كلمات.. عن ربط الأحزمة علي البطون ولأن الجملة قديمة جدا فقد جدد خطابه بدعوة لنبذ ¢المخللات¢ فهي تفتح الشهية والمطلوب ¢نسد نفسنا¢ عن الأكل حتي يكفينا ما معنا.. أظنه كان الأجدي أن يدعو المصلين أمامه لمزيد من العمل إن كانوا من العاملين.. ويقدم أفكارا للشباب يكسرون بها القيود لخلق مصادر دخل شريفة محترمة.
لقد رأيت في التجمع الخامس وأمام مول كبير مجموعة من شباب واضح أنه جامعي.. ولأول مرة حلوا محل المنادي.. انهم يركنون لك سيارتك دون أن تقع عينك علي المظهر التقليدي المكروه للمنادي بصوته وشكله.. وطريقته.. فأمامك شاب نظيف الثياب وبيده إيصال بمبلغ محدد للركنة.. وستسمع حضرتك وتحت أمرك وستقول شكرا.. ويكسبون وأنت تعطي لتأخذ خدمة.. وأمام محل لبيع مستلزمات الأفراح شاهدت فتاة ترتدي فستانا أبيض كعروسة وبجانبها العريس يدعونك بمنتهي الروعة لدخول المعرض.. إنها الصورة الحلوة ¢للعفريت¢ الذي يشدك من يدك ويثقب أذنك بالنداء لدخول المحل.
ونعود إلي خطيب الجامع.. كان أولي به أن يدعو أهل المكان للتجمع ليشتري كل منهم حصة في أرض يبنونها معا ليتزوج أولادهم.. أو يطلب من كل رجل أعمال في الحي تشغيل عدد من الشباب في مصنعه أو تجارته.
أظن اننا نحتاج ابتكار الفكرة.. بدلا من محاولات سد النفس.
وكمان أبيض
التاكسي الأبيض يثير مشكلة مع الشركتين الجديدتين.. الحقيقة أنهما تقدمان خدمة محترمة.. آمنة ورخيصة أنت تطلبه فيأتيك دون أن يرفض مكانا تريد الذهاب إليه.. وهي سيارتك طالما جلست فيها.. والسائق تم الكشف عليه وتحاليل مخدرات.. وبطاقته وبياناته في الشركة.. ستجده طالبا يبحث عن دخل أو جامعياً لا يجد عملا.. مهندساً أو طبيباً وهو أحيانا مدير.. والحكاية دخلتها امرأة في تجربة رائعة من جميع النواحي.. وجود الشركتين علامة تحضر.. لو استطاع سائقو التاكسي الأبيض محاربتها.. فهي خطوة للخلف وعلامة علي اننا لا نريد أن نحسن السيئ.. وإنما نسيء لمن أحسن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف