بسيونى الحلوانى
بقعة سوداء.. في ثوب الأطباء !!
سألت أحد الأطباء: هل أنت راض ومقتنع بما شاهدناه في دار الحكمة وما حمله بعض الأطباء من لافتات تتضمن إساءات لبعض رموز الدولة وتحريضاً صارخاً علي الفوضي؟
قال: قطاع كبير من أطباء مصر مستاءون مما حدث أمام نقابتهم من فوضي وتحريض وإسفاف وأرجو ألا تظلموا الأطباء فعدد كبير من الذين تجمعوا أمام نقابتهم لا علاقة لهم بالطب وجاءوا لركوب الموجة.. أما الفوضويون من الأطباء فمعظمهم من أتباع جماعة الإخوان المسلمين وقلة من المنفلتين وهؤلاء سعداء بما حدث. ويملأون الدنيا صراخاً وضجيجاً بما حققوه من نصر مبين يفوق ما تحقق في ثورة يناير حيث وصف هؤلاء ما حدث من فوضي وتحريض ورفع شعارات مسيئة أمام نقابة الأطباء بأنه "يناير مصغرة" تمهد لثورة حاسمة أو فوضي عارمة!!
***
لا أدري كيف سمح الأطباء لعناصر فوضوية معروفة للجميع بتشويه صورة نقابتهم كما حدث يوم الجمعة الماضي؟ فالغالبية العظمي من أطباء مصر وطنيون محترمون وهم علي وعي كامل بطبيعة المخططات التي تستهدف إغراق مصر في الفوضي من جديد.. كما أنهم يدركون أن نسبة ليست قليلة من الأطباء تنتمي لجماعة الإخوان ينتظرون أي فرصة لممارسة الفوضي والتحريض تحت حماية جموع أطباء مصر ونقابتهم.
يعرف الأطباء جيداً أنهم محل تقدير الدولة والشعب ولا يقبل أحد إهانة أي طبيب صغيراً كان أو كبيراً حتي ولو كان مخطئاً.. ولذلك كان ينبغي أن يربأوا بأنفسهم أن يظهروا أمام الرأي العام في ثوب المحرض علي الفوضي الذي يهدد ويتوعد ويحاول إرهاب المجتمع كله بالإضراب وإغلاق المستشفيات وترك المرضي بلا علاج.
لم يكن مقبولاً أن يسمح الأطباء بدخول فوضوي مثل ممدوح حمزة نقابتهم ليحرض صراحة علي الجيش ويبث سمومه وأحقاده ضد الدولة ورموزها لا لشيء إلا لأنه أصبح بلا دور ولا وظيفة بعد أن كشف الشعب المصري المؤامرة وانقلب علي المحرضين الذين يصرون علي إغراق الدولة في دوامة من الفوضي والعنف لتروج بضاعتهم الفاسدة من جديد.
أي ثورة تلك التي يدعو إليها مهندس فاشل مثل ممدوح حمزة من داخل نقابة الأطباء؟ وما علاقة هذا الفاشل أساساً بالأطباء ونقابتهم؟ ومن الذي يتحمل مسئولية تحريضه ضد مؤسسات الدولة؟
لقد قدم الأطباء مادة ثرية للكارهين لمصر واستقرارها في الداخل والخارج ولا تزال وسائل إعلام الإخوان تستغل موقف الأطباء وتحاول تشويه صورة مصر وما زال الإعلاميون المحرضون في الداخل من أمثال جمال فهمي يستغلون ما حدث يوم الجمعة الماضي أمام دار الحكمة ليروجوا بضاعتهم الفاسدة.
***
بالتأكيد يعرف كل الأطباء أن ضحايا الاهمال الطبي يصرخون يومياً ويطالبون بمحاكمات عاجلة للأطباء المهملين ولو طبق القانون علي هؤلاء المهملين لشاهدنا محاكمات وعقوبات رادعة للآلاف منهم سنوياً.. ولكن لأن الشعب المصري طيب ومتسامح ويعفو في كل الأحوال يتم التصالح وترضية أسر ضحايا الطب في مصر بكلمات وعبارات تهدئة ليستمر الأطباء في أخطائهم وتجاوزاتهم دون عقاب رادع.
***
منذ أيام كتب أحد دعاة الأوقاف الذين أثق بهم علي صفحته علي "فيس بوك" أنه اضطر إلي الخروج بابنه المريض من مستشفي شرم الشيخ دون عرضه علي الطبيب بعد أن همست الممرضة في أذنه بأن الطبيب إخواني ويكره الجيش والشرطة جداً ومن الممكن أن يلحق الأذي بابنك خاصة أن الجاكت الذي يلبسه يشبه ملابس ضباط الجيش.. وفي مستشفيات كثيرة يحجم كثير من المواطنين عن التعامل مع الأطباء الملتحين خوفاً منهم خاصة بعد وقائع إهمال وتآمر جسيمة لأطباء ضد مواطنين وعناصر تنتمي للجيش والشرطة.
أتمني أن يراجع الأطباء مواقفهم وألا يسمحوا لأحد من خارج نقابتهم بتشويه صورتهم والمزايدة علي حقوقهم المشروعة ولو أرادوا متضامنين معهم في حقوقهم المشروعة فالشعب كله معهم ولكن بعيداً عن محترفي التحريض من أمثال ممدوح حمزة وجمال فهمي وأمثالهما من الذين يتطلعون إلي استعادة الفوضي الخلاقة الذين يعشقون مشاهدها في شوارع وميادين مصر.