الدكتور سعد الجيوشي رجل يتميز بالقدرة علي الحركة والرؤية المستقبلية.. كانت حياته وهو تلميذ تنبيء عن إمكانيات شخصية تؤهله لأن يقود فريقاً في مجاله ويوجهه.. عرفته طالباً صغيراً في مرحلة الابتدائية كانت تصرفاته تنم عن مؤهلات قيادية. إذ هو الأميَّز والأظهر والأوفق بين أقرانه.. حين تُجري مسابقة ثقافية يسبق من معه في تحقيق فوز ملحوظ.
كنا طلاباً بالجامعة نقود حركة ثقافية ورياضية بمدينة طنطا.. وكان سعد الجيوشي واحداً من المترددين علي نادي الشبان المسلمين. رأينا فيه تلميذاً متفوقاً في كل شيء.. انقطعت بنا الأيام. حتي جاء وزيراً للنقل.. استبشرت خيراً في أن تكون السكة الحديد مقبلة علي مستقبل يعيدها إلي ما كانت عليه من حيث الانضباط والصلاحية» لتكون وسيلة مواصلات سهلة آمنة حضارية.. نتشوق لأن تكون هيئة سكك حديد مصر ذات العمل الدقيق الآمن النظيف. نفخر بها دائماً لتاريخها العريق منذ منتصف القرن التاسع عشر تقريباً.
السكك الحديدية كانت حتي هزيمة يونيو 1967 فخراً لمصر كلها.. مواعيد منتظمة. عربات حتي الدرجة الثالثة نظيفة. كراسي سليمة. نوافذ كاملة. تغلق وتفتح عند اللزوم. إضاءة كافية ليلاً. حمامات تصلح للاستعمال الآدمي ثم كانت الهزيمة التي خلفت إهمالاً واستهتاراً وضياعاً في كل شيء. تمتليء عربات الدرجة الثالثة بالباعة المتجولين والمتسولين الذين يفرضون رزالاتهم علي الركاب. يمر رئيس القطار دون أن يتدخل أو يمنع أحدهم.
كنا فيما سبق نجد مربعاً من الكراسي خاصاً بالشرطة. من يتعرض لضرر يلجأ إليهم في مكانهم الآن لا يستطيع الراكب أن يجلس علي مقعده المدون علي تذكرة السفر. إذا ما وجد غيره جالساً فيه لولا مساندة الركاب لصاحب المقعد الحاجز. لِمَ تمكن من الجلوس بمقعده.
الأمل كبير في أن يعيد الدكتور سعد الجيوشي النظام والأمان إلي أهم وأقدم هيئة في مصر. لتكون محل فخر لنا جميعاً.
والأمل كبير أيضاً أن تمتد السكة الحديد في أعماق الصحراء الغربية. والصحراء الشرقية. لتتمكن الدولة من إنشاء مدن جديدة. تزداد عمراناً بوجود خطوط السكك الحديدية.. عيب أكبر أن نسعي إلي تعمير الصحاري دون أن نمد إليها وسائل سهلة للمواصلات أهمها وآمنها السكة الحديد. التي تجعل التنقل سهلاً. والعمران يزداد. والتنمية تتقدم. والعيب أيضاً أن يظل خط القاهرة بورسعيد. والإسكندرية بعد طنطا إلي بورسعيد خطاً فردياً يعوق الحركة السهلة والتنقل المطلوب بين مدن القناة. وباقي وجه بحري.
منذ أن أقيمت السكة الحديد في منتصف القرن التاسع عشر. لم يطرأ علي ذهن أحد استكمال الخط الزوجي بهذه الأماكن. ومن المنصورة إلي دمياط حيث يوجد ميناء كما يوجد ميناء بورسعيد.
فيما سبق كنا نفخر أن نجد وسائل لنقل البضائع عن طريق السكة الحديد.. ومن منا ينسي عربة العفش. وقطارات البضائع تجري علي قضبان السكة الحديد. والمصاعد المتواجدة علي أرصفة محطة طنطا والتي تهالكت الان شاهدة علي ذلك. فلماذا لا نعيد هذه الخدمة إلي السكة الحديد لتكون وسيلة نقل ميسورة تدر علي الهيئة مبالغ طائلة. لا شك أنها في حاجة إليها.
نعرض ذلك خلاف موضوعات أخري علي معالي الوزير الدكتور سعد الجيوشي الذي نعرف همته ونشاطه. وإمكانياته الشخصية والعلمية.