آخر ساعة
رضا الشناوى
علي نار هادية .. كفاكم فقرَ العطاء
يوماً بعد يوم يتأكد لنا ظهور شخصيات تعشق الكذب والخداع والمبالغة في التمثيل لدرجة أنهم استنسخوا شخصيات جديدة ولكنها تحمل أقنعة مستعارة لا تعرف معني الانتماء والولاء للوطن ـ خاصة بعد أن تحول الكثير منهم لكوادر لها شأن في مجالات كثيرة وخصوصاً الاستثمارية والتجارية وغيرها أقاموا عليها ركائز قوية من المشروعات التي تدر عليهم أرباحاً مالية، ولكن الغالبية منهم فضلوا استثمارها خارج الوطن، وبشكلٍ آخر وجدنا قطاعاً كبيراً من الأثرياء يودعون أموالهم في ملاذٍ آمن من وجهة نظرهم في المصارف الأوروبية ومنها الإنجليزية ـ السويسرية ـ الأيرلندية وبأرقام سرية في مصارف أجنبية أخري.. هنا وهناك.. لكن الأصح هو هناك فقط وليس هنا داخل الوطن، وأتساءل ما هو السبب في وجود أمثال هؤلاء المستثمرين من أبناء المحروسة الذين يمتلكون مثلاً أراضي شاسعة في مدن بعينها ويتركونها دون عمل أي تطوير فيها أو أتاحتها للشباب للانتفاع بها بإقامة مشروعات عليها ترجع بالفائدة علي الجميع ـ وبالطبع سيكون هؤلاء المستثمرون أصحاب الأرض في مقدمة المنتفعين بخيراتها.. ولذا أقول لهم إن الإبقاء علي تلك الأراضي الشاسعة دون التفكير في الاستفادة منها هو نوع من القطيعة للوطن ونكران رد الجميل له، ولماذا لا يفكر هؤلاء المستثمرون الجالسون خارج حدود مصر في عمل مشروعات تكون خير عودة لهم لحضن المحروسة ويساهمون من خلالها في توظيف الشباب وتدريبهم وحل جزءٍ كبيرٍ من مشاكل البطالة.. أعتقد أيها المستثمرون أن جزءاً من التراحم والوفاء الوطني أن نجعل الأموال خصوصاً أنها رزق منَّ الله بها عليكم تخدم أهالينا الفقراء في الحواري والأزقة الغارقة في مشاكل المجاري والصرف الصحي وتكدس القمامة وغيرها في دولاب العشوائيات التي لا يهتم برصدها كل من يعطي ظهره للتأنق والتحضر.. ونأمل أن تستيقظ لديكم الصحوة والرغبة في مساعدة الشباب والبسطاء ومن يعانون من المشاكل التي سبق ذكرها ـ وبروح الشهامة وحب الوطن استثمروا أموالكم أيها الأثرياء في المحروسة وكفاكم نسيان جميلها عليكم.. بل وكفاكم فقر العطاء للوطن في وقت تعملون فيه الكثير لأنفسكم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف