في منتدي دانوس الدولي الذي اختتم أعماله منذ أيام قليلة، في هذه المدينة السويسرية الهادئة دارت الحوارات والأحاديث بين كبار المسئولين والاقتصاديين ورجال الأعمال المشاركين في ندواته حول ما يعرف بالثورة الاقتصادية الرابعة أو ثورة التكنولوجيا التي سوف يكون من أهم نتائجها اللجوء الأكبر للآلات الحديثة وبالتالي الاستغناء عن أكبر عدد ممكن من اليد العاملة البشرية، في الوقت الذي أكدت فيه الأمم المتحدة أهمية احتواء أزمة البطالة العالمية التي تثير قلق العديد من المجتمعات الدولية المتقدمة منها والنامية..
ووفقا لآراء كبار رجال الاقتصاد في العالم فإن قيام هذه الثورة الاقتصادية الرابعة سوف يخلق سوق عمل جديدا موازيا لسوق العمالة التقليدية يُخصص لأصحاب المواهب والمهارات التكنولوجية العالية، مما قد يثير أزمات داخل المجتمعات المتقدمة والنامية علي حد سواء، فلا ننسي أن الأولي قد استقبلت أعدادا كبيرة من المهاجرين إليها وعليها توفير أعمال مناسبة لهم تضمن لهؤلاء معيشة كريمة علي أراضيها.
أما الوضع في مصر فله حلول كثيرة، فنحن لن نهمل أصحاب المواهب والمهارات العالية، وسوف يكون لنا نصيب في هذه الثورة التكنولوجية، ولكن الله منح مصر العديد من التفضيلات والمميزات التي توفر للعمالة التقليدية الكثير من الأعمال، ولا ننسي الصناعات التراثية التقليدية كالسجاد اليدوي والنقش علي النحاس والمشغولات الفضية والذهبية اليدوية غالية القيمة وصناعة الأثاث اليدوية وغيرها من أعمال التراث التي يمكن أن تدرّ دخلا كبيرا علي مصر، وقد سبقتنا الهند في هذا المضمار وتصدِّر صناعاتها التقليدية بمليارات الدولارات لكل دول العالم.
والحل يكمن أيضا في الاهتمام بالتعليم الفني وتأهيل شباب العمال بالتقنيات الحديثة للحاق بركب هذه الثورة الجديدة.