أحمد عمر
أصل الكلام- سلامات يا نقابات
الفرق شاسع بين موقف نقابتي المهندسين والأطباء في المشهد الجاري بالقاهرة الآن.. الأولي انحازت لحماية المهنة ضد الأعضاء الذين يسيئون إليها.. والثانية أو بعض القائمين عليها اختاروا الانحياز لهؤلاء الاعضاء علي حساب المهنة.. لم تحرك ساكنا لمحاسبة عشرات الأطباء يتم ضبطهم كل يوم "مزوغين" من مواقعهم.. بل نظمت أحياناً الوقفات الاحتجاجية لعرقلة الحساب ومحاولات إعادة الهيكلة الضرورية لإصلاح المنظومة الطبية.. تغلبت المصلحة وتوارت الفكرة .. أن علاج المريض هو جوهر قسم "أبقراط" ومحور شرف المهنة السامية.
** تستطيع أن تتخلي عن واجبك لكن لا تطلب مني أن احترمك.. الاحترام يكتسب ولا يطلب.. أنه شعور مرتبط بأداء الواجب..والتخلي عن الواجب لنقابي لا يدفع ثمنه المرضي فقط إنما الغالبية العظمي من الأطباء.. تراجع في المكانة الاجتماعية وسقوط من نظر رجل الشارع واعتداءات تتري داخل المستشفيات وخارجها.. نقابة المهندسين قررت متابعة اعضائها الذين اخلوا بواجبهم في فضيحة تصدع كوبري سوهاج وانزال عقوبات بهم تصل إلي حد شطب العضوية والحرمان من مزاولة المهنة.. بينما نقابة الاطباء لا تجد غضاضة في ارتهان المرضي في إدارتها عملية "تأزيم" اتهاما لأفراد الشرطة بالتعدي علي طبيب محلها النيابة والقضاء.
*. البعض لا يدرك ان الاحترام والتقدير لا يأتيان من الشهرة ولا الثروة فكم من مشهورين واثرياء يزدريهم الناس.. العنجهية وفرض السطوة نتاجهما الازدراء لا الاحترام.. السر في التواضع .. من تواضع لله رفعه .. التواضع مع أهل السلطان قد يكون خنوعا.. لكنه بالتأكيد مع الضعفاء فضيلة.. السر يكمن في نفع الإنسان لمن حوله.. وديننا وثقافتنا مليئان بما يحض علي هذا بداية من قول الرسول صلي الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله" وحينما سئل عليه الصلاة والسلام من أنفع الناس؟ قال "أنفعهم للناس".. إلي الأقوال المأثورة مثل خادم القوم سيدهم.. وسيد القوم خادمهم".
** تاريخ نشأة النقابات يشهد بمسئوليتها عن رفع الكفاءة المهنية وحماية كرامة المهنة ممن استطاعوا التسلل إليها من المنحرفين ثم حماية الأعضاء وحقوقهم وكرامتهم في مزاولة مهنتهم .. علي النقيض من دناءة "المافيا" أو جماعات وشركات الجريمة التي ظهرت في جزيرة صقلية وانتقلت منها إلي إيطاليا وأمريكا وبلدان أخري من العالم حيث التنظيم لحماية المصالح الذاتية للأعضاء وشبكة المصالح بينهم.
** في بلادنا المئات من الوحدات الصحية مغلقة لعدم توافر الأطباء بينما المئات من المستشفيات العامة خصوصا في المدن الكبري لديها فائض من أصحاب الأرواب البيضاء .. أو ليس الطبيب المتقاعس عن إسعاف الموجوعين في وحدة صحية نائية كجندي يفر من الميدان مؤثرا السلامة والغنيمة..؟!