قال الراوي ياسادة ياكرام. ولايحلي الكلام إلا بذكر النبي العربي العدنان. إنه في سالف العصر والأزمان. كانت هناك دولة وطلع لها مايشبه البرلمان. قالوا إن مهمته التشريع والرقابة والتدقيق. بعيداً عن المنافقة والممالأة والتصفيق.
وقالوا إن بناء الدولة المدنية. يحتاج أفكاراً عصرية. وبرلماناً عنده فكرة. وليس مجرد أعضاء نكرة. يقودهم منافق عظيم. لايعرف الضاد من الميم. ويردد كلاماً كأسلافه الدجالين. فيصيب العظام بالرخاوة واللين. ويجعلنا من شدة السخرية. نضحك من شر البلية. ونقولها صريحة واضحة: ما أشبه الليلة بالبارحة.
وأكد خبراء. ببواطن الأمور عالمون. أنه من السفه والجنون أن يقول الجميع: موافقون موافقون. لابد من مناقشة واعتراض. لابد من بعض امتعاض. حتي لاتهلكنا الأمراض. فنصير أضحوكة الأمم. بعد خراب العقول والأجساد والذمم.
لكن الرياح جاءت بما لاتشتهي السفن. ولم يعمل البرلمان بما يفيد الوطن. فانتشر الفساد وفاحت رائحة العطن. فالسادة بالتاريخ جاهلون. لايقرأون. وإذا قرأوا لايستوعبون. وإذا استوعبوا يستعبطون. كأن ماجري لأسلافهم. لن يحدث أبداً لهم. فهم يظنون. أنهم محصنون. وعن السقوط بعيدون. مع إنها نفس المقدمات والأسلوب الرائج. الذي سيؤدي إلي نفس النتائج. لكن لمن تقول. وقد خوت العقول. ليس بتأثير أكل الفول. فهؤلاء يأكلون كل ماهو أجنبي. ومعظمهم يأكل أموال النبي. لذلك تجد في وجوههم الدموية. وبعضهم بكروش ولية. أما الخواء الذي في العقل. فمرده إلي تربية قامت علي السرقة والنشل. وكيفية نهب الأموال ثم الغسل. في مشروعات وهمية. منها فضائيات ومواقع إلكترونية. ولتظل بلادهم منهوبة. فهي أقدار مكتوبة. مادام الناس "نيام" ويساقون كالأغنام.
خلاصة الحكاية التي حدثت من زمان. ونسوقها حتي يتعظ البرلمانيون الآن. أن الدولة لم تستوعب الدرس. ولم تفلح في الغرس. وظلت في نفس الضلال والهرس. حتي جاء يوم اشتدت فيه الأزمة. بعد أن أصبحت دولة بلا أي لازمة. فأيقن الناس أنه لامنصف سوي الجزمة.
اجتمع الناس في الميادين والشوارع والحارات . بدون دعم أو عمالة أو أجندات. ولم ترهبهم القنابل والرصاصات. ولا أكاذيب الفضائيات. والعاملون فيها من مخبرين ومخبرات. وقالوا لابد من تغيير. ونفخوا في النفير. فاجتمع نفر كثير. أسقطوا البرلمان ودولته. بعد أن استفحلت علته. وبدأوا في البناء علي نظيف. واستعانوا بكل وطني شريف. ليس بينهم علي ومصطفي وسيف. ولا زعيم تجار الكيف.. و"صلي" علي جمال النبي العفيف.. صبح ومسا.. شتا أو صيف.
أنا شفت الدولة دي فين قبل كده؟؟؟؟؟؟؟