الجمهورية
لويس جرجس
أنصاف الحلول تعقيد للأمور
* يواصل الدولار تحدي الجنيه المصري رغم اجراءات البنك المركزي الأخيرة التي يبدو انها عاجزة عن مواجهة الأزمة التي ستؤدي حتما إلي زيادة كبيرة في أسعار جميع السلع والخدمات. واضح من هذه التجربة كما غيرها من التجارب السابقة ان رفع الجمارك علي السلع الكمالية إجراء غير كاف لمواجهة أزمة الجنيه لأن المستوردين وهم يدفعون الجمارك المرتفعة يدركون انهم لن يتحملوا الزيادة ولكن سيتحملها المستهلك مادام المستهلك موجودا ممثلا في شرائح اجتماعية قادرة علي الشراء بأي سعر دون ان تتأثر ميزانياتها أو مدخراتها أو استثماراتها ولذلك يبدو ان الحل الذي يقترحه كثير من الخبراء هو الأنسب ولو مؤقتاً حتي نحافظ علي هيبة الجنيه لصالح من يتأثرون بأقل زيادة في الأسعار وهم الغالبية العظمي من الشعب وهذا الحل "المؤقت" هو منع استيراد الكماليات مع الحل الاساسي وهو تشجيع الصناعة المحلية التي توفر فرص عمل للشباب وتساعد علي التقليل من حمي الاستيراد المستنزف لثروات الوطن إلي أن يتعافي الجنيه ويصبح قادرا علي الوقوف في وجه الدولار المفتري.
* يتعرض أمناء الشرطة كل يوم لحوادث ارهابية خسيسة تؤدي إلي استشهاد بعضهم واصابة آخرين وهي تضحيات يقدرها عاليا الشعب الذي يدافع عنه هؤلاء الابطال كما يقدر تضحيات كل من يؤدي عمله باخلاص للعبور بالوطن من النفق الذي يمر به في طريقه نحو الحرية والتقدم وللأسف فانه في المقابل يلطخ بعض أمناء الشرطة انفسهم هذه التضحيات والبطولات بتصرفات اقل ما يقال عنها انها غير مسئولة وتؤدي إلي الاساءة لسمعة الجهاز الذي ينتمون إليه والتغطية علي - وايضا تشويه - تضحيات زملائهم الشهداء والمصابين وأسرهم التي تتحمل كثيرا من معاناة فقد عزيز لديها أو اصابته بالاعاقة. هنا يكون المطلوب من الجهاز الذي ينتمون إليه ان يتخذ خطوات مسئولة نحو محاسبة هؤلاء الذين يسيئون لتضحيات زملائهم اليومية ومعاقبة المخطئ منهم عقوبة تساوي الجرم الذي يرتكبه.
- هل مطلوب من رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو من أي وزير فيها ان يعتذر لكل من يتعرض لإساءة بأي وسيلة من طرف شخص غير مسئول أو شخص يبحث عن شهرة فيتعمد اطلاق تصريحات مستهجنة في حق فئة من فئات المجتمع؟ أليس في البلد قانون وقضاء يجب الاحتكام إليه لرد الحقوق إلي أصحابها وتوقيع العقوبة القانونية علي المسيء والمخطئ أيا كانت صفته ومركزه؟
اتساءل بعدما انتقد البعض ما يراه تجاهلا من الرئيس والحكومة لواقعة سب شخص نساء الصعيد علي صفحته في فيس بوك وهو ما يشبه الجلسات العرفية التي تعقد لاحتواء الأزمات الطائفية وتنتهي بصلح لا ينهي المشكلة التي لا تنتهي سوي بحصول كل طرف علي حقه وتوقيع العقوبة علي المخطيء.
** لقطة:
غادر عالمنا في وقت متزامن السياسي المحنك بطرس بطرس غالي والصحفي الأشهر محمد حسنين هيكل ليطويا معا صفحة طويلة من تاريخ هذا الوطن الباحث عن أمل في النهوض والعودة لمكانته الطبيعية ضمن الدول المتقدمة والفاعلة في العالم الحديث.. رحلا وتركا وراءهما تاريخا سيظل خالدا في ذاكرة الوطن مع غيرهما من الشخصيات التي ساهمت بأدوار يختلف ويتفق حولها المؤرخون ولكنها تظل أبدا جزءا عزيزا من تاريخ الوطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف