عبد الرحمن فهمى
الوزير يرد ونحن نحاول الاقناع
كنت قد كتبت منذ يومين هنا في نفس المكان تعقيبا علي حديث رئيس الوزراء مع رؤساء التحرير الذي قال فيه:
نحن نصنع الامل ونكره الصدمات
قلت ان الشعب صبر كثيرا وكثيرا جدا خلال ستين عاما سوداء واصبح من حق هذه الصدمات.. الشعب رحب بصدمة قناة السويس الجديدة.. ورحب بالبدء بمشروع الضبعة.. الشعب يريد ان يشعر بالتغيير.. الروتين الممل لم يعد يتفق مع أحوال الناس الآن.
ثم تساءلت : هل القناة الثانية صدمة؟!...
هل البدء في مشروع الضبعة صدمة!!.. مرحبا اذن بالصدمات!!!
وقلت ما معناه ياريت تتحول هيئة السكك الحديدية الي شركة!!!! ستكون خير صدمة.. وقلت ان الوزير نفسه علق علي الحادث الأخير الخاص بخروج القطار عن القضبان واصاب الناس بالذعر اكثر من الجروح.. قال الوزير ما معناه أن مثل هذه الحوادث اصبحت عادية ولن ينصلح حال الهيئة بين يوم وليلة.
في اليوم التالي لهذا المقال رد الوزير بمانشيت يقول فيه باختصار:
لا خصخصة لهيئة السكك الحديدية
الموضوع لايحتمل العناد والمواجهة.. كلنا نريد الصالح العام لهذا البلد الطيب ولاهله الطيبين.. تعالوا نتناقش لنصل لخير البلد.. لا أحد له مصلحة خاصة.. كلنا نريد مصلحة البلد ومصلحة اولادنا واحفادنا.
طالما رددت اكثر من مرة أن الشركة خير من الوزارة عن تجربة.... قال لي بعض الاصدقاء ان الشركة ستواجه "خرابة" تحتاج لمليارات!!!!... قلت لهم أن هذا الكلام قيل لعلي ماهر عندما عرض الفكرة علي مجلس قيادة الثورة في يوليو 1952 قبل تشكيل الوزارة.... وكان رده ان هذه الشركات التي ستتولي مسئولية الخدمات عموما بدلا من الوزارات ستخضع لرقابة رئاسة الوزارة رأسا.. ولن نسمح بزيادة العبء والمعاناة علي الشعب وسيكون الحل هو معرفة قيمة ما تريده الشركة من مال للاصلاح لكي تعطي الحكومة امتيازات مادية تفوق ما تريده الشركة.. مثل الاعفاء من الضرائب لمدة كذا سنة وكذا الجمارك وهناك. ما يسمي "مال الدعم" اذا كانت الشركة تريد سيولة مالية.. بذلك الحكومة لن تخسر ماديا بطريقة مباشرة بل وفرت ميزانية وزارة كاملة وسيكسب الشعب خدمة ممتازه بلا زيادة في ثمن التذاكر.
كل الافكار مطروحة للمناقشة من اجل ان يشعر الناس بالتغيير.. بدلا من الروتين الذي تسير عليه الحكومة وكأن مصر لم تقم بثورتين من اجل التغيير والعيش الكريم الذي دفعنا فيه دم شهدائنا.
***
.. هل أضرب لكم مثلا آخر
- الصحف القومية عندما كانت ملكا لاصحابها كانت تكسب ملايين وبعضها يكسب مليارات.. الان الصحف القومية عالة علي الحكومة.. لولا اعانات الحكومة ما كانت تستمر في الصدور.
***
- هل تريدون مثلا آخر
- كسب عبداللطيف ابورجيله مناقصة أو مزايدة - لا ادري - لادارة النقل الداخلي في القاهرة والعواصم.. كانت الشركة مليئة بالمفتشين السريين فكان السائق أو الكمساري يفاجأ بخطأ ولو بسيطا دون ان يدري كيف عرفت الشركة.. لذا كانت الحركة كالساعة المضبوطة جدا!!
ورغم ذلك كانت الشركة تكسب الكثير جدا لدرجة أن ابورجيله خصص نسبة من ارباح الشركة لنادي الزمالك.
صدقوني الشركة خير الف مرة من الوزارة.. ادرسوا الموضوع لصالح البلد يرحمكم الله عز وجل.