الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. قلت لرئيس الوزراء
استمتعت ظهر أمس الأول الخميس بلقاء المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بصحبة الزملاء عباس الطرابيلى ومصطفى بكرى ومحمد أمين ومعتز بالله عبد الفتاح.

ولأن العدد كان محدودا فقد جاء اللقاء مثمرا لأنه أتاح لرئيس الوزراء أن يشرح رؤيته للمشهد المصرى الراهن بكل مصاعبه وتحدياته وكيفية التعامل مع هذه المصاعب والتحديات برؤية سياسية واقتصادية واجتماعية متكاملة تستند إلى التدرج الزمنى لتخفيف الأعباء على محدودى الدخل مثلما تستند إلى الإصرار على إنجاز إصلاح إدارى وتشريعى لم نعد نملك ترف التباطؤ فى تنفيذه.

والحقيقة أننى استفدت كثيرا من الرؤى والأفكار التى تحدث عنها الزملاء تباعا بشأن المخاوف التى تسود الشارع المصرى نتيجة غياب المعلومة الصحيحة بشأن أزمة الدولار وسد النهضة والإرهاب وقانون الخدمة المدنية وغلاء الأسعار.

ولعلى كنت على صواب عندما استأذنت رئيس الوزراء فى أن أؤجل حديثى إلى نهاية الجلسة حتى أتيح أكبر وقت ممكن للزملاء فى عرض ما يريدون من رؤى وأفكار أو أسئلة وتساؤلات.. وابتسم رئيس الوزراء شاكرا ومقدرا وأردف قائلا: نؤجل كلمتك نعم لكنك لابد أن تتكلم بعد أن ينتهى الزملاء.

ولأننى لاحظت أن شرح رئيس الوزراء يتماثل إلى حد كبير فى إبراز مشاعر القلق من حدة وخطورة الأزمات التى تواجهها مصر فى الوقت الراهن فإن مدخلى للحديث فى ختام الجلسة كان منصبا على اتفاقى مع التشخيص ولكننى أرى أن العلاج ليس مستحيلا وأن الأمل موجود مهما تكن ضخامة وشراسة الأورام السرطانية التى أصابت الجسد المصري.

وضربت مثلا بالموقف الصعب الذى كنا عليه عقب هزيمة 1967 والذى تصور الكثيرون استحالة النهوض منه قبل مرور 50 عاما على الأقل ولكن إرادة المصريين عندما اتحدت تحت راية « لا صوت يعلو على صوت المعركة» استطعنا أن ننهض من كبوتنا بالتدريج حيث نجحنا فى إعادة بناء القوات المسلحة من جديد فى زمن قياسى حتى جاء يوم العبور المجيد فى 6 أكتوبر 1973 والذى أذهل الدنيا بأسرها.

واختتمت الحديث فى حضرة رئيس الوزراء الهاديء المهذب قائلا ما أحوجنا إلى أن نقف جميعا هذه الأيام تحت راية واحدة عنوانها: « لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة الوطنية العليا» فالذى أنجزناه لتجنيب مصر المخاطر والشرور التى كانت تدبر لها ينبغى أن نضعه فوق كل اعتبار وفوق أى مطالب فئوية!

خير الكلام:

<< ضاقت ولما استحكمت حلقاتها.. فُرجت وكنت أظنها لا تفرج!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف