الأخبار
وردة الحسينى
أري - دبلوماسي القرن.. غالي
فقدنا قيمة سياسية ودبلوماسية برحيل د-بطرس غالي، والذي كان بحق دبلوماسي القرن..وقد شرفت بلقائه ببداية حياتي العملية، وأجريت حوارا معه، بعد تركه لمنصبه الأممي، بمناسبة الحديث عن اصلاح الأمم المتحدة وامكانية حصول مصر علي مقعد دائم بمجلس الأمن، وبالرغم من عدم نشر الحوار، بقرار غامض من رئيس التحرير، بآخر لحظة، آنذاك، إلا إنه لم يحادثني او يشكوني اعتراضا علي اضاعة وقته.

كما التقيته خلال مشاركته في تكريم الوزير سامح شكري للسفير نهاد عبد اللطيف بمقر بيته وزارة الخارجية، حيث طلبت اجراء حديث جديد معه، وبعدها بأيام معدودة تم اللقاء ونشر الحوار بشهر فبرايرالعام الماضي.

هذا الرجل بقامته العالية والعالمية وتاريخه الحافل في خدمة مصر والعالم الثالث كان بسيطا متواضعا غير متكلف.

وخلال لقائي الأخير معه لم ألمس أي تأثير للزمن علي يقظة ذهنه، فكانت ردوده واضحة وتلغرافية..بل انه بنهاية حديثنا قال : لم تسأليني عن تأثير العولمة علي العلاقات بين الدول.

وكانت أهم مقولاته فيه بالنسبة لوقوف أمريكا ضد ترشحه لفترة جديدة كأمين عام للأمم المتحدة، لرغبتها ان يكون صاحب هذا المنصب موالاً لها، "نعم تضايقت ولكن بالسياسة يجب تقبل الأيام الحلوة والمرة "وكشف أن هناك صحفا وإعلاما غربيا له اتصال مع دول صاحبة مصلحة بإبراز صورة قبيحة عن مصر، والتعامل معها يجب ان يكون من الاعلام المصري ولكن للأسف، كما قال الراحل، الاعلام الرسمي ضعيف، وحينما سألته عن كيفية تقويته، تساءل : لماذا نهتم فقط ب"الكورة "ونستورد لها الخبراء الأجانب، ولا نتعامل مع الإعلام بذات المنطق؟

وقال بالنسبة لنهر النيل إن الحل بإنشاء منظمة كمنظمة نهر "الميكونج "بآسيا لتشرف علي كل ما يتعلق به، وأرجع غالي سبب فتور العلاقات المصرية الافريقية بالسابق لعدم تطوير سلاح من نوع جديد لها بعد سلاحي مساندة حركات التحرر والامداد بالأسلحة والخبراء..وبعد انتهاء حواري مع العظيم بطرس غالي طلبت التقاط صورة تذكارية معه وذهبت لجواره وكان جالساً، فرفض بشدة وقال عيب أن أجلس وأنت واقفة ووقف بجواري..رحم الله من حاز علي تلك القيمة الرفيعة والأخلاق الذهبية التي قلما تتواجد بعالمنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف