الأخبار
صابر شوكت
بين الصحافة والسياسة - عودة العقل لوزارة الداخلية(٢/٣)


ومنذ بدايات 1994 بدأت الداخلية ومصر شن الحرب علي الارهاب الذي كان يفجر أبناء الوطن الابرياء بميادين العاصمة.. كانت كلمة السر في نجاح هذه المعركة وقتها هو «قاعدة المعلومات» التي قدمها لأمن الدولة الإرهابي التائب عادل عبد الباقي.. والعبدلله كاتب هذه السطور.. في هذه الفترة شاهدت ولمست بنفسي عودة الوعي والعقل لجهاز أمن الدولة.. من خلال تعاملي مع الشهيد «لواء أحمد العادلي» مدير الجهاز وقتها.. الذي استخدم نصائحه ودهاءه الفطري في تسجيل 80 الف إرهابي رصدهم عادل عبد الباقي بأنحاء الجمهورية وأنحاء العالم.. علي مدي ربع قرن لم يكن الامن المصري يعلم عنهم شيئاً.. لذلك نجحت معركة القضاء علي الارهاب وقتها لأنه اصبح لرجال الداخلية السبق في المبادرة للقضاء عليعصابات الإرهاب.. ولم يعد كما كان من قبل يعمل كرد فعل.

وقد استخدم اللواء أحمد العادلي.. «عادل عبدالباقي» افضل استخدام في هذه المعركة.. فلم يرفض مطلبي بتسجيل لقاء تليفزيوني للإرهابي التائب «يكشف فيه جرائم جماعة الشوقيون التي أسسها.. وجميع جماعات التكفير التي مررنا بها أنا وهو.. وكيف إن الجميع خرجوا من جماعة الإخوان الارهابية... وكان هدفي من ذلك احداث خلخلة داخل الاف الشباب المتطرف بالجماعات الإرهابية الذين يعتبرون «عادل عبدالباقي» شيخهم وكان عادل يقسم لي.. إنه يكفي ليلة واحدة من بعد صلاة العشاء وحتي الفجر.. ليقلب اي شاب بريء.. من مسلم عادي وسطي إلي إرهابي تكفيري يستحل كل شيء خارج الجماعة التي اصبح عضوا بها فالمسلمون هم اعضاء جماعته فقط.. ومن هم خارجها حتي ابيه وأمه فهم كافرون.. وعليه عندما يحين الجهاد فإن أموالهم وحياتهم حلال علي الجماعة الارهابية.. وقتلهم حلال ليتقرب به الابن إلي الله.. وهكذا يجري قتل الأبرياء من جميع طوائف المجتمع..؟؟

وبلغ استفادة عقل أمن الدولة المصري من عادل عبد الباقي ان تم بث حواره الذي قمنا بتسجيله بالداخلية.. علي قنوات التليفزيون وبعدة لغات.. فتقدمت أجهزة استخبارات السعودية.. والجزائر تطلب الاستعانة بمعلومات اضافية من الارهابي التائب لمواجهة الارهاب والتطرف المتنامي في بلادهم وقتها.. وقد كان.. وساعدنا كثيراً الجزائر في معركتها ضد الارهاب.. وكان الارهابي التائب يكشف لي اثناء تنفيذ الحملة الصحفية لأخبار اليوم.

ان جماعات الارهاب بمصر إمام كل جماعة مقره مصر والاتباع موزعون بجميع انحاء العالم العربي والغربي. حتي انهم لا يبدأون الصيام بأنحاء العالم.. الا بعد الرجوع للإمام أو الأمير داخل مصر..!. بالتحديد كان الارهابي التائب يصف ذلك قائلاً.. نحن كشبكة مجاري متصلة البلاعة في مصر وفروعها بانحاء العالم حققنا نجاحات كبيرة بالقضاء علي الارهاب بسبب عودة عقل وزارة الداخلية وقتها.. إلي أن حدث تآمر بين «حسن الالفي» وزير الداخلية وقتها والراحل عمر سليمان رئيس المخابرات السابق.. للتخلص من الشهيد اللواء أحمد العادلي رئيس جهاز أمن الدولة بعد تصاعد نجمه.. واقترابه من مبارك.. والخشية من وزير قادم خارج اللعبة.. وساعدهم اللواء المناوي في الكيد للرجل عند مبارك وقتها.. وإيهامه بأنه كان يراقب ابنه «علاء» وجلساته مع الراقصات «ف - ع» والفنانة «ش» وغيرهما وصفقات الاسمنت.. وعمليات بيع وسرقة الاثار وجاءت كارثة تفجير سفارة مصر في باكستان وبداخلها ضباط مخابرات مصر.. وكان العادلي يلاحق لأول مرة الارهاب خارج الوطن.. فذهب فريق من المخابرات.. مقتحماً جهاز أمن الدولة وحظروا علي أحمد العادلي مجرد أخذ ورقة.. فسقط مصاباً بالقلب.. ونقل حتي توفي. وكان الضابط الذي يذهب لزيارته يتم نقله الي الصعيد.. وهكذا جاء حبيب العادلي.. ليتم سلب الداخلية عقلها مرة أخري.. واصابتها بالجنون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف