لعل صوت البسطاء، لاالمغرضين من أمثالي! المصعدين والمخربين للوطن! يذكرهم بالدرس الذي لم ينقض عليه سوي سنوات معدودة علي أصابع اليد الواحدة!
الذين يرون أن من يصرون علي الهجوم علي تجاوزات أفراد جهاز الشرطة، يبالغون، ويتصيدون الأخطاء، ويريدون قلب النظام، إلخ. ويرونهم «أعداء الوطن» احتذاءبأحمد زكي في فيلم «البرئ»، لاأنصحهم بقراءة هذا المقال، أيضا أولئك الذين يصرون، من السادة الإعلاميين، علي «تبرير» أخطاء جسيمة تتعلق بالأرواح، واتهام من لايمررونها بأصحاب «أجندات»!أعني المتلونين مع جميع الأنظمة،من قال فيهم أحمد فؤاد نجم: «(..) يايويو يامبرراتي، ياجبنة حادقة علي فول حراتي»، أنصحهم بتعلم الدرس، والمثل يقول: «التكرار يعلم الشطار»! فلم يكد ينقضي أيام علي واقعة سحل أمناء شرطة لأطباء مستشفي المطرية، وإرهابهم بالسلاح «الميري»، حتي طالعتنا حادثة قتل رقيب شرطة سائق عربة نقل بالدرب الأحمر، باستخدام السلاح «الميري» هذه المرة لامجرد التهديد به، إثرمشاجرة علي أجرة نقل أثاث للشرطي! وإذا كان السادة الأمناء قد غضبوا - كما تابعت في الفضائيات- لأنني أطلقت عليهم «إمبرطورية الأمناء» (الأخبار 7/2)، فكنت أظن أنهم سيدافعون عن أنفسهم بشئ من الالتزام بالقانون، لابمزيد من الانتهاك والقتل، وإذا كنت قد أشرت- في المقال نفسه- إلي عدة وقائع متتالية لانتهاكات متتالية، ممايجعل «فردية» في موقف لاتحسد عليه، وكذلك العبارة، الفضفاضة، التي يكررها سيادة اللواء المتحدث باسم الداخلية: «من أخطأ سوف يحاسب»! وهي العبارة التي شدد قليلا من نبرتها في مداخلة مع الإعلامية: رشا نبيل،(الخميس 18/2) :»سيتم محاكمة الأمين وفقا للقانون،...دون تردد أو تدخل لاحتواء الموقف». لكن سيادة اللواء، وفي المداخلة نفسها، ومستهينا، في الحقيقة، بعقولنا، قد «كيّف» القضية بالفعل، قبل الإحالة للنيابة، و»احتوي» الموقف، مدافعا كالمعتاد، ومبررا القتل بأن «الأمين» (تبين أنه رقيب بعدها!) حاول الدفاع عن نفسه بإطلاق النار في الهواء، خوفا من المتجمهرين، وهو أمر وارد في المشاجرات، فأصاب المواطن، دون تعمد»!! وهو كلام لايُرد عليه، إلا بإحالة مسؤولي الوزارة إلي ماعبرت به مواطنة بسيطة من الدرب الأحمر، عبر اليوتيوب، عن إحساس قطاع لايستهان به قائلة: «حيطرمخوها ياباشا»! لعل صوت البسطاء، لاالمغرضين من أمثالي! المصعدين والمخربين للوطن! يذكرهم بالدرس الذي لم ينقض عليه سوي سنوات معدودة علي أصابع اليد الواحدة! والذي اضطرهم منذ يومين أيضا إلي إغلاق عدة أقسام في منطقة الحادث تجنبا لصدام بات وشيكا، لمن يقرأ جيدا معطيات مايحدث. السؤال المطروح الآن: من الذي «ينتهك» جهاز الشرطة وشهداءه؟! مقترفو الجرائم منه، أم من يدينون مرتكبيها؟! السؤال الأهم، والذي ينبغي طرحه، بالأمس وليس اليوم: لماذا يبدو رأب الصدع بين المواطنين والشرطة عصيا إلي هذا الحد؟! كلما التأم انشرخ مرة أخري؟! كأننا نحرث في البحر! التاريخ يقول إن الأمر ليس مستحيلا، فلم يزل المواطن المصري يتذكر في حنين غامض «شهر العسل» بينه وبين الداخلية، ويدعو بالرحمة لوزير، استثنائي، لداخلية الثمانينيات، هو»أحمد رشدي»الذي استخدم وصفة ليست سحرية، ولامعجزة،اسمها:»تطبيق القانون» علي نفسه، قبل غيره،وخاض معركته الشرسةعلي أوكارمافيا المخدرات آنذاك «الباطنية» مما دفع تجار المخدرات، فرحا»بإقالته»، إلي إطلاق اسم: «باي باي رشدي»!علي أحد أنواع مخدراتهم. الذين عاشوا هذه الفترة -المخطوفة من الزمن- من احترام رجل الأمن، بصرامة، للقانون، يعرفون القصة الشهيرة لمعاقبة الوزير ابنه، وكان الابن ملازم شرطة حينذاك، أصابه شئ من التباهي بكون أبيه وزيرا للداخلية فطلب منه، مداعبا، مكافآت للضباط، فماكان من الوزير إلا أن كتب استقالة ابنه بنفسه، وقبّلها،حتي لايقال إنه يحابي ابنه، أو يظلم الضباط لأن ابنه من بينهم! الفارق جسيم بينه وبين من لايزالون يصرون علي حماية «المجرم» منهم محولين الوطن مرة أخري إلي طائفتين تحمي كل منها نفسها من الأخري!بين من يعترف بالخطأ، ويسعي، فعليا، إلي تقويمه، ومن يخدرآلام الناس بتصريحات، وتبريرات، ومحاباة للجناة علي طريقة:»باي باي رشدي»!