سهيلة نظمى
جمهوريات موز الشرق الأوسط
سأل سائل هل تحول العرب إلي جمهوريات موز ؟ فعاجلته وهل نطول أن نصل إلي مرتبتهم, إذا كنت تقصد ملامح جمهوريات الموز اللاتينية أيام السبعينيات والثمانينيات قبل أن تستفيق من غيبوبتها وتنظف نفسها من الوحل الأمريكي وتكسر طوق التبعية لأمريكا فأجيبك بنعم وصلنا إلي ما وصلت إليه هذه الدول من تخلف وفساد وتشرذم وتقاتل وتناحر فيما بيننا, جمهوريات الموز تعبير يطلق علي دول أمريكا اللاتينية التي تطل علي المحيط الهادي وتحيط بالبحر الكاريبي كالبرازيل والأكوادور وكوستاريكا وفنزويلا وغيرهما وكان يقوم اقتصادها علي إنتاج الفواكه وفي المقدمة الموز حتي باتت تتحكم بسياسات تلك الدول في البداية شركات الفواكه الأمريكية العملاقة ثم بلغ النفوذ الأمريكي في هذه الدول ذروته في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي, وباتت ساحة لمؤامرات ومخططات الأمريكان حتي أصبح يطلق عليها الفناء الخلفي للولايات المتحدة الأمريكية.
نقلت أمريكا هذا المشهد شديد القتامة الذي لف هذه الدول حينا من الدهر إلي المنطقة العربية بكامل تفاصيله مع تعديل بسيط خارج عن إرادتها بسبب التربة الطبيعية التي تزرع هناك الموز وهنا تدفق منها البترول فأحكمت سيطرتها عليه عن طريق شركاتها الإحتكارية كما حدث في العراق منذ الحرب عليه بعد إحكام خطة فك وتركيب المشرق العربي ومنطقة الشرق الأدني ككل ومنطقة القرن الأفريقي ويمتد قوس المصالح من آسيا الوسطي مرورا بأفغانستان وباكستان وصولا للعراق والخليج العربي واليمن حزام البترول وطرق إمداده ولبنان وسوريا ومصر والأردن لتأمين إسرائيل من دول جوارها وصولا لدول القرن الأفريقي والسودان ممرات البحر الأحمر باب المندب طرق إمداد البترول. أمريكا تتلاعب بمصيرالشرق الأوسط كما فعلت مع جمهوريات الموز اللاتينية وفي رواية ماركيز مائة عام من العزلة شرح للعالم ما دار في جمهوريات الموز بأمريكا اللاتينية وعبر في مفاجأة مدوية عن أحلام وروح وشخصية شعوب خاضت صراعات للحفاظ علي هويتها ونجحت وانطلقت فهل سنفعلها ؟