الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
نعم.. برافو المغرب
برافو المغرب الشقيق..
صفعة مدوية وجهتها لجامعة الدول العربية.. قالت المغرب علي لسان وزير خارجيتها صلاح الدين مزوار بناء علي توجيه من جلالة العاهل الكبير محمد السادس لا داعي لاجتماع مارس القادم.. وهو الاجتماع السنوي التقليدي الذي يقام سنوياً منذ ثلاثة أرباع قرن لعدم توافر الظروف الموضوعية لنجاحه.. وقد تشاور الملك مع عدد من الدول التي وافقت جميعاً علي هذا التأجيل.. وبناء عليه تم إخطار أمين الجامعة وتم التأجيل لأجل غير مسمي!!
***
لقد سبق أن انعقد اجتماع القمة في موعده المحدد في ظروف أسوأ من الظروف الحالية.. مثلاً بعد حرب اليمن وبعد انفصال سوريا وكان اجتماع القمة بعد حرب 67 مشكوكاً في انعقاده في الخرطوم لما حدث بين الملك فيصل عاهل السعودية وجمال عبدالناصر.. ومع ذلك تم الاجتماع وكانت قراراته بالإجماع "اللاءات" إياها.. ويكفي ما حدث قبيل الاجتماع مباشرة.. حينما لمح الملك فيصل جمال عبدالناصر وهو قادم من الممر الطويل فآخر الحضور.. فقام فيصل من مقعده بسرعة وأسرع الخطي في الممر فارداً ذراعيه وعانق عبدالناصر.. وقال يومها قالته المشهورة:
- مهما حدث.. نحن العرب أخوة دائماً.
وكان عبدالناصر قد هاجم الملك فيصل بطريقة غريبة!!
***
ليس هذا معناه أن المغرب أخطأت وكان يجب عقد المؤتمر السنوي الروتيني منذ سبعين عاماً.. أبداً.. أبداً.. الجامعة العربية والعرب عموماً كانوا في أشد الحاجة لصفعة قوية لكي يفيقوا.. بل كنت قد ناديت وتمنيت صفعة أشد حينما تنسحب مصر من هذا الكيان الضعيف الذي ليس له أي قيمة ولا تاريخ.
سبق أن قلت للدبلوماسي الكبير عمرو موسي ألقي مفاتيح هذا المبني في النيل بعد أن نغلقه بالضبة والمفاتيح.. فقال بإن القرار قرار مصر وقرار الأعضاء لا قرار الأمين العام للجامعة!!.. الجامعة العربية في حاجة إلي صفعات وصدمات أكثر فاعلية.
ماذا فعلت الجامعة للحروب الدائرة في عدد من الدول العربية الآن.. بل منذ فترة طويلة مثل الصومال؟؟
لا شيء.. موقف المتفرج.. وربما ولا موقف المتفرج.. ربما لم تتابع الموقف أصلاً!!
أنشأ مصطفي النحاس هذه الجامعة منذ سبعين عاماً من أجل القضية الفلسطينية.. وتم اتخاذ قرارات لا نحلم بها الآن.. تم إقالة مصطفي النحاس في اليوم التالي للاجتماع مباشرة.. بناء علي طلب المندوب السامي البريطاني.
***
نوري السعيد رئيس وزراء العراق "الداهية السياسية".. نادي بإنشاء ما سماه "الهلال الخصيب".. الدول التي لها حدود مشتركة مع إسرائيل تتحد وستكون علي شكل "هلال" وتجتمع وتتخذ قرارات مصيرية رائعة أعدها نوري السعيد مقدماً.. رفضت مصر الاشتراك بل اشتركت في مصرع نوري السعيد وباظ المشروع واعتبرته إسرائيل عيداً لها!! كان هذا عام .1958
***
عام ..1961 الحبيب أبورقيبة "داهية سياسية" أخري.. وضع بنودي معاهدة مع إسرائيل.. لا تنزعج!! اسمها "معاهدة حدود".. ولها اسم آخر "معاهدة سلام"!!.. رأي أبورقيبة أن القوتين الأعظم في الكرة الأرضية مع هيئة الأمم المتحدة "تضمن سلامة إسرائيل".. فرأي أبورقيبة أن هذه المعاهدة التي سيوقع عليها ايضا كل من أمريكا وروسيا وهيئة الأمم المتحدة لتحصر إسرائيل في حدودها الضيقة المحددة لها بدلاً من كثرة الكلام عن "إسرائيل من المحيط إلي الخليج".
رحبت كل الدول العربية بهذه المعاهدة.. عدا مصر.. حاول أبورقيبة الاجتماع منفرداً بعبدالناصر.. فكان الرد علي طلب الاجتماع الذي حمله صلاح الشاهد لأبي رقيبة في فندق سميراميس القديم هو الاعتذار عن المقابلة ووجوده في مصر غير مرغوب فيه!!
ماذا لو كان الهلال الخصيب تم منذ عام 1958 والمعاهدة تم التوقيع عليها عام 1961!!.. ثم تقول لي جامعة الدول العربية؟؟؟.. حرام عليكم!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف