عياد بركات
ويتجدد اللقاء-في المسألة.. العربية!!
لا يزعجني ما يشيعه البعض من أن خلافاً أو آخر بين دولة عربية وأخري.. فقد يكون ذلك الخلاف غير صحيح.. وقد يكون صحيحاً أيضاً!
لماذا عدم الانزعاج؟ لأن الدول العربية أتمثلها دوماً كأسرة.. وأي أسرة هي مجموعة من الأشقاء.. ولابد ان أشقاء كل أسرة فيهم الشقيق الأكبر ثم الشقيق الذي يليه.. ثم الذي يليه حتي نصل لآخر العنقود.. السكر المعقود.. آخر الأشقاء!
وارد أن يشذ شقيق برأي أو فكرة أو مشروع يراه هو من وجهة نظره صائباً! ويراه باقي الأشقاء خطأ وإن شقيقهم هذا قد أخطأ!
وارد أيضاً أن يري الأشقاء ان شقيقهم الأكبر قد أخطأ وجانبه الصواب فيجتمعون علي قلب رجل واحد محاولين تقويمه كما حدث مع مصر عقب معاهدة كامب ديفيد 1979 وزيارة الرئيس السادات لإسرائيل عام ..1977 حين اجتمع الأشقاء في بغداد واتخذوا قراراً بمقاطعة شقيقهم الأكبر إلي أن عادوا اليه وعاد اليهم ـ حباً وكرامة ـ في ثمانينيات القرن الفائت!
جائز الآن أيضاً أن يشتط شقيق آخر ـ ليس كبير الأشقاء. ربما الذي يليه ـ ويري ان من مصلحته أن يسير في هذا الطريق. وأن يستعين بصديق حتي وإن كان هذا الصديق من ألد أعداء شقيقه الأكبر.. جائز!!
هذا كله وغيره جائز ويحدث بين أشقاء الأسرة الواحدة وفي كل البيوتات عريقة أو غير عريقة. ويبقي غير الجائز هو تطاول أحد من الصغار من هنا أو هناك ذلك ما هو مرفوض وبشدة!!
في علم الاجتماع والمجتمعات هناك خصال أو صفات للأخ الأكبر في الأسرة: هو غالباً مستور.. لا هو غني مترف الغني ولا هو فقير أيضا. أخلاقه كريمة طيبة.. يعرف للكبير منزلته وللصغير قدره ومقداره.. هو عمود الأسرة وسندها.. لديه المفاهيم ثابتة قد تضيع لدي بعض الأشقاء ولكن قيمته في الاحتفاظ بتلك المفاهيم والمباديء الراقية لا يشن حرباً ولا غارة مفاجئة علي جار أو أسرة في قريته ذلك انه يعرف ان الدم لا يولد إلا دماً. ولا تدار في ذهن الشقيق الأكبر خيالات وأوهام من أن عائلة من عوائل قريته تكرهه وتنوي القضاء عليه.
الشقيق الأكبر يعرف أن في القرية متسعاً للجميع.. وإن مواجهة اللصوص والبلطجية أولي من مواجهة أسر القرية العريقة.
الشقيق الأكبر يظل شامخاً كالطود إذا ادلهمت الخطوب. يحاول أن يقود سفينته بأمان محافظاً علي أشقائي جميعاً دون استثناء في بحر لجي محفوف بالمخاطر.
هذا هو قدر الشقيق الأكبر.. وأشقاؤه يحفظون له قدره.. حتي وإن بدا غير ذلك.. فهم يعرفون عن يقين انهم بدونه ريشة في مهب الريح!
***
** الذين ضايقهم "الأستاذ" هيكل "حياً". ولايزال يضايقهم "ميتاً".. ليس لهم إلا أن يتبوأوا مقعدهم من "الجهالة"!!