قصة مباراة الأهلي والمصري. وحيرتها بين الإسماعيلية وأسوان والإسكندرية. وربما الجونة أصبحت قصة سخيفة ومملة. وتحمل في طياتها مشكلة عويصة لا مبرر لها من الأصل فبسبب الهاجس الأمني المبالغ فيه بصورة كبيرة.. بما قد يهدد المسابقة والنشاط. ويعيدنا إلي نقطة الصفر. بينما كل آمالنا أن نتغلب علي مخاوفنا الزائدة. ونأخذ خطوات للأمام في مسألة عودة الجماهير للملاعب.. ولكن كيف ونحن في هذه الحالة التي لا تشجع علي اتخاذ هذه الخطوة أبدا.
فالمباراة في حد ذاتها لا أجد فيها أي شيء يدعو لهذا التوجس. وإثارة الأزمات حولها في كل موسم. يعيدنا خطوات إلي الوراء.. حتي ان أمن أسوان اعتذر عن عدم استضافة المباراة "90 دقيقة" لأنه مشغول بأحداث أخري تستوجب التأمين أيضا.. وأمن الإسكندرية أعطي إشارات بأنه لا يريد هذه المباراة في ستاد برج العرب لأنه أيضا مشغول "معرفش بإيه".. وربما نفاجأ بموافقته خلال ساعات.. وهكذا في مباريات الأهلي بصفة خاصة نجد محاذير أمنية مبالغاً فيها وآخرها كان في نقل مباراة المحلة إلي ستاد الإسكندرية.. مما يعني أن كل مباريات الأهلي مع المحلة لن تقام في ستاد المحلة مستقبلا وأن مباريات الأهلي مع المصري أصبحت مثل برميل البارود الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة.. وبصراحة مثل هذه الأجواء لا تساعد أبدا علي عودة الجماهير للمدرجات. وتهدد النشاط الكروي برمته. ولابد من الإعلام أن يكون له دور تشجيعي لرجال الداخلية في التخلص من هذا الهاجس. ومشاركتهم المسئولية في تهيئة الأجواء المناسبة لإقامة مباريات الدوري في أي مكان.. خاصة بعد أن بلغ بنا حد التخوف بإخراج ستاد القاهرة من الخدمة تماما منذ ما يزيد علي سنتين.. ولا يمكن مواجهة هذه المشكلة إلا بالشجاعة والجرأة. وإعلاء هيبة الدولة علي أي اعتبارات أخري.. ولكسر حاجز الخوف في هذه المشكلة أناشد وزير الداخلية وكل رجالها بأن يعلنوا اليوم قبل الغد بأن ستاد القاهرة مفتوح لكل مباريات المنتخب الوطني الذي يستعد لجولات حاسمة للتأهل إلي بطولة كأس الأمم والتأهل لنهائيات كأس العالم.. وهي مواجهات تحتاج إلي زخم جماهيري. وروح هذا الاستاد العملاق.. وإذا اتخذت الداخلية هذه الخطوة الجريئة فسوف تذوب مشكلة الخوف من أي مباراة أخري.. ودليل الاطمئنان هو النجاح الكبير للحضور الجماهيري المميز في بطولة افريقيا لكرة اليد بمجمع الصالات في ستاد القاهرة.. تحلوا بالشجاعة. وأقدموا علي هذه الخطوة حتي لا تزيد المشكلة تعقيدا مع كل مباراة.