المساء
خالد العشرى
أصل الحكاية - بين العاطفة الرياضية وعاطفة الوطن
تأخذني عاطفتي نحو الأحداث الرياضية التي تعيشها كرة القدم من خلال مواجهات فرق الأهلي والزمالك وسموحة وبتروجت في دوري وكأس أفريقيا.. أو منتخبنا الأوليمبي في تصفيات دورة الألعاب.. أو فيلم المدير الفني الجديد للمنتخب.. وكذلك الانشغال بقضية عودة الدوري من جديد.
ولكن تأخذني نفس العاطفة ومعها عقلي بالمؤتمر الاقتصادي الذي تنتظره مصر باعتباره عنق الزجاجة للهروب بالوطن من المأزق الذي ساقتنا الاقدار اليه.. وقبل ان تروح العقول بعيداً فهي اقدار طيبة أولاً "لان قدر الله كله خير وثانياً" لأننا بالفعل كنا في حاجة لمثل هذا المؤتمر لتحسين أوضاعنا لان احوال مصر حتي قبل الثورة لم تكن مرضية الا لمن عرف كيف يستفيد من الوضع بصورة أو أخري ولم يكن هناك مكان للفقير.. ولكن بعد الثورة وضحت الصورة تماماً واصبحت حاجتنا لمثل هذا المؤتمر ضرورة ملحة لكل المصريين.
نعم الرياضة جزء من مصر.. ولكن الرياضة لن تظهر بوجه ناجح إلا إذا نجح هذا المؤتمر.. وعلينا ان نعترف بتلك الحقيقة دون خجل لنعرف اين نقف ويعرف كل واحد دوره في هذه الفترة.
وأنا هنا لا أمنع أحداً من متابعة الأحداث الرياضية.. ولكني فقط أطالب الجميع بمزيد من الاحساس بهذا الموقف خلال الساعات القادمة.. الساعات التي نشعر فيها جميعاً بمحاولات تعطيل هذا الحدث لافشال الدولة.
والحقيقة ان ما يحدث ليس له أي علاقة باعتراض آدمي علي ما يحدث في مصر.. ولكنها محاولات اجرامية خربة لضرب مصر فعلاً.. فلا يمكن ان يصبح الانفجار الذي نصحو عليه كل يوم وسيلة للتعبير عن الاعتراض لكنه عمل اجرامي.. فالقتل بلا هوادة والضرب في كل مكان وسقوط القتلي بالعشرات هنا وهناك هو اندفاع اعمي وجهل وتربص وغل.. اسقاط ضحايا بالعشرات والتفاخر بذلك واستباحة الدم بحجة اثبات الوجود وحب الوطن هو ادعاء كاذب ومرفوض.
لذلك فإنني اطالب كل مصري باليقظة الشديدة وعدم الاندفاع وراء السخافات والتماسك حتي نمر بنجاح من هذه الفترة الحرجة.
اما قضايانا الرياضية فهي بإذن الله تحت السيطرة ولن تموت حتي لو تراجعت النتائج قليلاً.. أو حتي كثيراً.. لكن الوطن إذا سقط لن يقف علي قدميه ولن ينفع وقتها البكاء علي اللبن المسكوب.
ومن الآخر اقولها وبكل صراحة لكل من يدعي حب الوطن: هذه فترة اختبار حقيقية للجميع.. فترة كشف النقاب وكشف المستور.. وسيعلم كل المصريين من يحب مصر بالفعل وبضمير حي حتي لو كان معارضاً.. ومن يدعي حبها من خلال المعارضة أيضاً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف