رغم رحيله عن عالمنا الا ان بصماته لاتزال ماثلة علي ارض الواقع فقد لعب دورا ممتازا في الدبلوماسية المصرية وساهم في الخروج من ازمات كثيرة وسيظل اسم بطرس غالي محفورا بأحرف من نور في مسار الدبلوماسية المصرية والدولية وقد شهدت المحافل الدولية صولاته وجولاته.. افريقيا لاتزال تذكره فقد لعب دورا هائلا في انعاش الحركة السياسية في هذه القارة السمراء كما لاينسي العالم دوره في الامم المتحدة كأمين عام لهذه المنظمة الدولية. اعتزاز واحتفاظ برأيه لاحقاق الحق والعدل دون الخضوع لرأي الولايات المتحدة الامريكية التي رفضت استمراره كأمين عام للامم المتحدة.
ولاشك ان هذه الاستقلالية التي انتهجها بطرس غالي اعطت انطباعا لدي كل المهتمين بالشئون السياسية بأن التمسك بالمباديء والحيادية في التعامل هي سر النجاح لاي دبلوماسي دون خشية لاية قوي فالحياد والموضوعية هما اساس التحرك.. كما لاتنسي الدبلوماسية المصرية دور الدكتور بطرس غالي عقب اتفاقية السلام في كامب ديفيد فقد تحمل اعباء الخارجية المصرية ونهض بهذا الدور رغم تعرضه للانتقادات والاقاويل.
وعلي صعيد تربية اجيال من الدبلوماسيين كان للرجل دور بارز في هذا المجال فتلاميذه في كل المواقع يتمتعون بالكفاءة ويتذكرون دور الدكتور بطرس غالي في الوقوف بجانبهم ووضعهم امام الحقائق مما اكسبهم خبرات ولايزالون يتذكرون هذه المواقف التي ساهمت في اداء مهامهم علي اكمل وجه وتلاميذه كثيرون في مصر والعالم.. حقيقة لقد فقدت الدبلوماسية المصرية والدولية رجلا استطاع الوقوف بجانب مصر في كافة المحافل الدولية وادي بكفاءة في ايجاد حلول لكل الازمات التي واجهت مصر علي المستوي الدولي وكان في غاية التواضع.. حب مصر في اعماقه حتي النخاع حتي مجلس حقوق الانسان لاينسي دوره بموضوعية بعيدا عن اي غرض او هوي وعلي مستوي افريقيا نجح في بناء جسور قوية بينها وبين مصر والافارقة دائما يشيدون بدوره وادائه المنحاز دائما لتنمية وتهيئة افريقيا كي تنهض في مسيرتها لتحلق بركب العالم المتقدم ومنظمة الفرانكوفونية لاتزال تذكر هذا الرجل في ربط افريقيا بسائر الدول التي تتحدث الفرنسية مما اضفي اهمية علي دور افريقيا في المجال العالمي. وفي مبادرة شخصية انتهزت فرصة وجود الدكتور بطرس غالي في المتحف القبطي في احد زياراته واقتربت منه وعندما سألته عن مصر واحوالها وبدبلوماسية تكشف عن عمق هذا الرجل وتمكنه قال: لاتقلق علي مصر فهي امة عريقة وتمتلك رجالا وابطالا وستنهض رغم كل الازمات التي تتعرض لها.. ورغم فقد مصر لهذا العملاق الا انها ستظل غنية برجالها وكفاءاتها في كل المجالات.