الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
علاء الديب .. وبدلة الرقص
اضطر وزير الثقافة "الرجل المثقف حقيقة" حلمي النمنم ان يعرض موضوع علاج الأدباء والصحفيين ورجال الفكر عموما علي نفقة الدولة لمن يحتاج منهم اضطر ان يعوض الموضوع كاملا علي مجلس الوزراء الأخير.. بعد ان فشلت كل مساعيه السابقة لمساعدة رجل يقل الزمان ان يجود بمثله بدون دعاية كاذبة.. علاء الديب الروائي والصحفي والناقد الأدبي.. علاء الديب.. أحد رموز الحياة الثقافية في مصر والعالم العربي.. يكفيه كتاب "عصير الكتب" حينما قدم عصارة وخلاصة إبداع أجيال من المواهب ومات علي السرير وهو يؤلف آخر ابداعاته والتنقيب عن عطر زهر الليمون في صفحات الكتب"!! مجموعة من أغلي تراث الأدب العربي.
هذا الرجل رفضت الدولة علاجه علي نفقتها.. لأنه لم يرتد "بدلة الرقص في حياته"!!! دع الثقافة والأدب في أعلي صوره أن ينفعه!! مات هذا الأسبوع وهو مدين لشوشته!!
مجلس الوزراء الموقر الذي تذكرني صورته مجتمعا يصور الجمعيات العمومية للشركات الكبري.. هذا المجلس الضخم الذي لم تشهده مصر من قبل.. انتهي بعد دقائق أو قل ثوان إلي قرار من وزير الصحة الذي "يفكر" في تأمين خاص لرجال يعطون للبلد والثقاقة بعد جهد وصحة ووقت ومال ناسين أنفسهم.
***
كلام طيب ورائع .. ولكنه في منتهي الأهمية والخطورة أيضا!!!
كلام وزير الصحة يدل علي اننا سنرجع إلي حكاية التأمين الصحي للفئات وليس التأمين الصحي الشامل الذي كان قد قرره مجلس الوزراء من أجل تحسين الصورة أمام مجلس النواب!!! بل قرر المجلس تشكيل لجنة من خمسة وزراء لوضع تصور للتأمين الشامل مثل الدول المتقدمة والدول المتخلفة؟!!! وعندنا مشروع محمود محفوظ منذ ثلاثين عاما الذي مزقه مبارك في ثاني يوم توليه السلطة!!
***
علي العموم الوزارة تترنح .. مهزورة لأبعد الحدود.. فما كتبه صديق وزميل العمر صلاح منتصر في أهرام الأمس عن معلومات وزير الآثار حكاية مضحكة بحق.. وزير لا يعلم ألف باء آثار .. أي موظف.. بل طالب في كلية الآثار معلوماته أكثر من الوزير وما في هذا من خطورة لأهم ما تملكه مصر دون العالم كله.
***
كما كنت أتوقع .. كما توقع الكثيرون إما اقالة أو استقالة وزير الداخلية.. أهم وزارة خاصة في هذه الأيام .. بعد الحادث الأخير الذي تكرر عشرات المرات في الآونة الأخيرة.. مما يثير الشكك في أن هناك ايدي خفية تدفع بعض رجال الشرطة لهذا العنف غير المبرر.
بعد ليلة الحادث الأخير.. الناس نامت وهي متوقعة.. بل متأكدة انها ستقرأ في صحف صباح الغد أما استقالة وزير الداخلية أو اقالته.
كنت أتوقع من وزير الداخلية بعد أول حادث أو علي الأكثر ثاني حادث.. ان يعلن ان كل مستشفيات الشرطة تتولي علاج أي معتدي عليه من رجاله بأقصي سرعة وعلي أعلي مستوي.
ولكن الجمع بين قيادات الشرطة ورؤساء النقابات المختلفة علي مائدة غداء أو عشاء للاتفاق علي ابراز وتفعيل العلاقة الطيبة بين الشرطة والشعب التي تولدت من يناير 2011 مثلا.. ثم لا اتصور ان أمين الشرطة القاتل لم يمثل أمام النيابة في نفس اليوم والمحاكمة في نفس الأسبوع والتنفيذ والقصاص في نهاية الأسبوع.. امتصاص غضب الناس كان من أولويات الوزارة.. قبل مواجهة مجلس النواب!! ولكنها لم تفعل فكيف تطلب الثقة بها؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف