أهم ما استمعت إليه في المؤتمر الإفريقي المنعقد فى مدينة شرم الشيخ، ثلاثة أخبار عن مشروعات استثمارية، لكن للأسف جاءت المعلومات مبتسرة ومختزلة بشكل كبير، الخبر الأول عن اتفاق مع المملكة العربية السعودية لإقامة مشروعات بقيمة 9 مليارات دولار، والخبر الثانى عن التشغيل التجريبى لقناة شرق بورسعيد الجديدة، بطول 9.5 كيلو متر، وغاطس 5.18 متر، وتم تجريب التشغيل نهارا ومساء بإنارة المجرى بـ 18 شمندورة، الخبر الثالث عن إقامة مجموعة القلعة التى يمتلكها رجل الأعمال أحمد هيكل نجل أستاذنا الراحل حسنين هيكل، أكبر معمل لتكرير البترول، باستثمارات تصل 3.7 مليار دولار،
ويعمل المشروع على توفير 6% من استيراد الديزل، كما سيعمل على خفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، ويقام المشروع بقرض يقدر بحوالي 2.7 مليار دولار، هل ستقترضه شركة القلعة أم ستتحمله الدولة؟، ومن هو القارض؟، هل جهة دولية أم بنوك مصرية وعربية؟، وعدد سنوات التسديد؟، وقيمة الفائدة المترتبة على القرض؟، وما هى فترة السماح؟.
كان على هيكل أن يكشف عن هذه المعلومات بشكل مفصل، كما كان عليه كذلك أن يوضح لنا، هو وغيره (المشروع السعودى، وشرق التفريعة)، الفترة الزمنية المحددة لإقامة المشروع، وعدد العمالة المستدامة التى ستعمل بها، من الضروى أن يعرف المواطن العائد عليه من هذه المشروعات، وهل من أثر على طابور البطالة، وما تأثيرها على ارتفاع الأسعار، وكان على اللواء مهاب مميش ان يكشف عن أهمية هذه التفريعة، وأثرها على الدخل القومى، وعلى طابور البطالة، وكان يفترض أن تكشف الحكومة عن نوعية المشروعات التى تقام باستثمارات سعودية، مصر فى حاجة إلى مشروعات مستدامة تخدم على النهضة الاقتصادية، وتنقص من طابور البطالة الذى وصل إلى 30% من الخريجين.
المدهش فى هذه الأخبار ما قيل عن إقامة مجموعة القلعة مشروعات بخطوط السكك الحديدية فى إفريقية، إذ تقوم بربط أوغندا مع بعض الدول الأخرى عن طريق السكك الحديدية، أظنه قال ربط أوغندا بكينيا، مسافة 2200 كيلو متر من مدينة مامبسا إلى مدينة كامبلا، وذلك، حسب تصريح هيكل، بتطوير 30 % من المشروع، وشراء 500 عربة قطار، وإعادة هيكلة الشركة المسئولة عن السكك الحديدية، كما ستقوم الشركة بإعادة تأهيل 500 كيلو متر من القضبان بBخري جديدة.
هذا المشروع على وجه التحديد يجعلنا نسأل هيكل والحكومة: لماذا لم تقم مشروعات مماثلة فى سكك حديد مصر؟، ولماذا لم تفتح وزارة النقل الباب لرجال الأعمال المصريين لتطوير السكك الحديدية؟، ولماذا لجأت الحكومة إلى الشركات الأجنبية؟، هل الأرباح من العمل فى البلدان الإفريقية أكبر من العمل فى مصر؟، هل تجاهلتم العمل فى مصر بسبب الروتين والفساد والبيروقراطية؟.