سناء السعيد
بدون رتوش -منظومة آيلة للسقوط..
كانت الدولة المغربية على حق عندما اعتذرت يوم الجمعة الماضى عن استضافة القمة العربية فى دورتها المقبلة المقررة 6 ، 7 إبريل لعدم توافر الظروف الموضوعية لنجاحها مما قد يجعل منها مناسبة لالقاء الخطب ليس إلا. يحمد للمغرب أن أفصحت عن الحقيقة التى لا مراء فيها وهى أن القمم العربية وعاء فارغ دون أى محتوى يصب بالايجاب فى صالح الأمة العربية.ملكت المغرب الشجاعة لكى تقر بالحقيقة التى طالما غيبها الحكام العرب.فمنذ أن أسست الجامعة العربية 1945 لم تحقق المنظومة آية طموحات للشعوب العربية ولم تحل القضايا المصيرية بل على العكس تورطت فى سقطات كثيرة أعطت من خلالها مظلة للغرب لتحقيق مناوراته ومؤامراته ضد دول عربية عضوة فيها.
الجامعة العربية وللأسف لم تقم بالدور المنوط بها إلى حد باتت معه وكأنها بنيان آيل للسقوط. وتأتى الأزمة السورية التى تتصاعد اليوم لتؤكد هذه الحيثية عبر القرارات غير القانونية لهذا البنيان والمخالفة لميثاق الجامعة ونظامها الداخلى. قرارات ظالمة تم خلالها تعليق عضوية سوريا فى الجامعة بالاضافة إلى محاصرتها بعقوبات اقتصادية ودبلوماسية وهى القرارات التى كانت بمثابة إعلان حرب على سوريا، والتى باتت فيها الجامعة مطية لأجندات خارجية أثبتت من خلالها جدارتها كجهاز تنفيذ وحققت ما لم تستطع أمريكا وبريطانيا وفرنسا تحقيقه. بل إنها بذلك تكون قد اقدمت على اتخاذ القرار الذى يخدم مصالح أمريكا وإسرائيل معا. وهو القرار الذى جاء فى الواقع تطبيقا لما طالبت به من قبل الدبلوماسية الأمريكية عندما صرحت بأن على الجامعة أن تعلق عضوية سوريا وتفرض العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية. ونسيت أو تجاهلت أن الشعب السورى هو أول من يضار بهذه العقوبات.
لن ينسى أحد للجامعة العربية أنها اثبتت فشلها فى ادارة الأزمات العربية. بل وتورطت فى تدمير دول عربية تحت شعارات ومسميات مطاطة. ولهذا رأينا قرارات القمم العربية لا ترقى إلى مستوى الحدث، فلم يكن لها موقف جاد وحاسم فى ادانة عدوان إسرائيل على الشعب الفلسطينى. وتكرر ذلك فى العدوان على لبنان، وفى احتلال العراق. بل إنها ساعدت فى مراحل كثيرة على تهيئة الأرضية المناسبة لاحتلال بعض الدول العربية لا سيما فى عهد أمينها السابق عمرو موسى وأمينها الحالى الدكتور نبيل العربى.
لم تتخذ الجامعة العربية موقفا جادا وفاعلا ضد التدخل الخارجى السياسى والعسكرى فى دول عربية رغم أن ميثاقها ينص على حماية الأمن القومى العربى. وعلى العكس فلقد عصفت قرارات الجامعة بقضايا عربية كثيرة وأهم شواهدها واقع القضية الفلسطينية واحتلال العراق وتقسيم السودان وقصف الناتو لليبيا واستباحة سيادة سوريا. إنها عن حق الجامعة التى ضلت الطريق بعد أن نجحت فى تحويل الصراع من صهيونى عربى إلى صراع عربى عربى.