بعد كل حادث مؤسف يقع من أحد أفراد الشرطة يخرج فيه عن السلوك المنضبط أو يرتكب فيه مخالفة أو جريمة أثناء ممارسة عمله ضد مواطن. يخرج علينا المسئول الأمني ببيانات سريعة غير حقيقية ولا تعبر عن حقيقة الحادث، بيان يتسم بالسرعة من أجل «لم الموضوع» أو تسطيح الحادث بأنه لا يخرج عن مشاجرة بين فرد الشرطة والمواطن مع ان الحادث نتج عنه قتيل.. البيان السريع يصر علي أنها مشاجرة.. طيب مين المجنون اللي حيروح يتشاجر مع الشرطة! بلاش لو ان فرد الشرطة صاحب حق، فالطبيعي انه لا يستخدم السلاح الميري للحصول علي حقه بعد ذلك يصدر بيان اكثر دقة.
ويلي البيان مباشرة برامج الإذاعة والفضائيات يتصدرها تصريحات وتحليلات المتحدث الإعلامي والرسمي والخبراء الأمنيين والذين لا هم لهم في كل حادث إلا أن يؤكدوا علي ان الشرطة قدمت مئات الشهداء، وان افراد الشرطة يغادرون منازلهم ولا يعرفون ان كانوا سيعودون إليها أم لا وان هناك أرامل وأيتاما كثرا من أبناء رجال الشرطة ولا يقدمون اي معلومة جديدة عن الحادث الذي وقع وكأنهم يبررون الاخطاء التي وقعت بأنهم قدموا شهداء، وتناسوا أن دماء الشهداء الابرار الذين ضحوا بأرواحهم كانت من أجل أمن المواطن والوطن.. وهذا الموقف هو ظلم لأرواح شهداء الشرطة وكل شهداء الوطن.. أبناء مصر الشرفاء اللذين يعملون ولا يدخرون جهدا من اجل مصر ومنهم من يستشهد وهو يؤدي عمله.. وعمل الشرطة هو حماية امن الوطن والمواطن.. اما محاولات تبرير الاخطاء فلن تجدي.. وليس أمامنا مفر سوي تطبيق القانون علي الجميع وليس ايجاد المبررات.. واذا كانت القوانين الحالية لا تحقق ذلك فلابد من الاسراع بتعديلها لنواجه الواقع!