الصباح
محمد فوزى السيد
بعد حلقة إهانة نساء الصعيد..عملية اغتيال خيرى رمضان
>>وقف برنامجه 15 يومًا جريمة فى حق حرية الرأى
>>الإعلامى المخضرم أدار الحلقة بمهنية شديدة ولم ينساق لعصبية زائفة تصل أحيانًا لحد «طرد الضيف»
>>إعلام الفيديوهات الجنسية والشعوذة حر طليق والإيقاف على تهمة «وهمية» لم يرتكبها مقدم البرنامج
اتفق معه أو اختلف عليه.. يبقى الإعلامى خيرى رمضان أحد أهم أبناء جيله من الإعلاميين المتمسكين بمبادئ وحرفية مهنة الإعلام فى الفضائيات المصرية خلال الفترة الحالية، لكن ليس كل مهنى معصومًا من التربص والترصد من قبل البعض فى وسط إعلام ملئ بالضجيج والصراخ والعويل، وسط إعلامى تحول إلى «بالوعة» تنضح يوميًا فى وجوه مشاهديها بأسوأ ما فيها، تحول خيرى رمضان بين ليلة وضحاها إلى رجل خارج عن الآداب العامة للقناة التى يظهر عليها برنامجه «ممكن» رغم شهادة ملاكها له بالنزاهة والحيادية طوال سنوات ظهور البرنامج مع أول بث فضائى للقناة لتقرر فجأة وقف برنامجه «كأحد أنواع العقاب» لمدة 15 يومًا لحين انتهاء التحقيقات معه فى واقعة استضافته لشخص جاهل سب نساء صعيد مصر هو تيمور السبكى، ليكون أول رد فعل للقناة هى وقف مقدم البرنامج، رغم مرور ما يقرب من شهرين على إذاعة الحلقة، وكأن المسئولين فيها لم يشاهدوها، ومرت أمامهم مرور الكرام دون تعليق واحد، إلا بعد ثورة السوشيال ميديا على فيديو مجتزأ ومقتطع يظهر فيها كلام الرجل المخبول الذى يتهم نساء الصعيد بالخيانة، فجأة استفاقت القناة، وعلمت أن بها خللًا، وأن خيرى رمضان مذنب يستحق العقاب المنع، لِمَ لا وهى مبدأها من الأساس المنع قبل التفكير، وهو ما فعلته سابقًا مع باسم يوسف فى برنامجه «البرنامج» الذى أوقفته دون سابق إنذار لا لشىء أكثر من أنه أصبح فجأة برنامج «قليل الأدب» ولا يصح ظهوره على شاشة القناة، رغم عرض عدد كبير من حلقاته حاملة كل ما لذ وطاب من السخرية والإيحاءات الجنسية والسباب أحيانًا، الغريب فى الأمر أن قرار وقف البرنامج خرج من رئيس غرفة صناعة الإعلام «التى نبحث يوميًا عن دور لها فى الحياة الإعلامية فلا نجد من يجيب»، وهو المهندس محمد الأمين الذى يؤدى الدور بجانب كونه مالكًا لقناة cbc، وكأن الرجل يقول لمن معه «فى الغرفة» إنه يطبق القانون حتى على نفسه ليكون عبرة للجميع، ولا ندرى كيف تحول المنع والإيقاف إلى السلاح الأسهل لذبح الإعلام وأصحاب الرأى، كل من يخالفنا نذبحه ونوقفه حتى لو لم يقدم ما يستحق المنع عليه، أما من يستحق أن يذهب فى غيابات الجب من الإعلاميين سليطى اللسان الذين لا يبخلون على أنفسهم بالمزيد من حلقات الإثارة والشعوذة والسب والقذف وعرض فيديوهات جنسية مفبركة فى برامجهم لشخصيات عامة، فهؤلاء خارج سلطة من يملك سلطة المنع والإيقاف، لم يوقفهم أحد ولم يحاسبهم أحد ممن هرولوا لمحاسبة خيرى رمضان على فعلته الشنعاء التى لم يفعلها، وقف الرجل موقفًا حياديًا فى إدارة الحوار فى حلقته، وكم من المرات التى قاطع فيها ضيفه مؤكدًا له أنه لا يقبل الخروج عن السياق العام للحلقة أو الآداب، مارس مهنته بحرفية شديدة ولم ينساق لافتعال العصبية على الضيف، والتى نراها بشكل يومى، وتصل أحيانًا إلى حد الطرد من الإستديو من قبل أنصاف إعلاميين هبطوا على فضائنا من حيث لا ندرى ولا نحتسب.. وهنا وإن كنت أدافع عن إعلامى محترم لم يسبق القبض عليه متلبسًا بمخالفة إعلامية أو سقطة اجتماعية أو أخلاقية، فإنما أدافع فى الوقت نفسه عن حرية التعبير المحترم عن الرأى دون الخروج عن النص أو الآداب العامة للمجتمع والإعلام، ونتمنى أن يراجع من يملك قرار المنع نفسه ألف مرة قبل أن يضع قلمه على ورقة تحمل قرارًا بوقف برنامج أو تكميم أفواه لا تخرج إلا الطيب من الكلام ولم تنساق يومًا إلى مجد زائف أو نسب مشاهدة عالية حتى لو كانت على حساب عرض فيديوهات جنسية أو الاستعانة بالدجالين والمشعوذين ومدعى النبوة فى برامجهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف