عندما أنظر حولي في المجتمع الذي نحياه أجد ان لزاما علي بكل شجاعة بعد سنوات طويلة من العمل والالتحام بالمجتمع ان اعترف ان المجتمع هزمني نعم في كل مناحي العلاقات والتصرفات هزمني المجتمع في انه استطاع تفكيك زمام الأسر تجد الأبناء كل في طريقه وكل يتصرف بمفرده حسب المجتمع المحيط به والاصدقاء في الاعياد والاجازات. كنا زمان نلتف حول اسرتنا مع بعض والوقت البسيط للأصدقاء.
الآن تجد الابن في الساحل الشمالي والابنة مع زوجها في شرم الشيخ وهكذا ونقضي العيد بمفردنا. نجد زمان كان موعد الغذاء مقدسا تجتمع الأسرة حول مائدة الطعام لتناول الطعام والتحدث.. تجد الآن المنزل مثل الفندق ناس تحضر الساعة الرابعة. وناس السادسة. وناس تعتذر نظراً لظروف العمل والأصدقاء نجد ظروف الدنيا تعدل مسارات الأسر والأبناء.
نحاول بث المبادئ والقيم والاخلاق. نجد مهاترات حول الواقع والمادة والحقائق المادية المجردة تطلب من ابنك العودة مبكراً فيرد ان الشلة تبدأ الخروج الساعة كذا. كيف اعود انا اجد نفسي اذا تكلمت كأني أحلم وأحس اني احارب طواحين الهواء نبذل جهداً مضاعفاً لاحتواء الأمور ومحاولة غرس مثل ومباديء ونظن في كثير من الأوقات اننا نرهق من حولنا في هذا النت والكمبيوتر والموبايل الذي تحول لألعاب يلهي الأطفال حتي أثناء اي اجتماع عائلي تجد كل شاب وكل طفل يلعب علي موبايل أهله أو موبايله هو وينصرف عن حديث المساء الذي كنا نشتاق إليه ونحن صغار لنسمع حديث الكبار ونتعلم نعم هذه أمثلة نعاني منها أو البعض يعاني منها.
هل تكتل المجتمع دون ان يقصد ليهزمني. ويضعني في جرح شديد اسايره أو أراجعه هذا جهد عظيم لا يعلمه إلا الله. هل هزمني وهزمك المجتمع أم هناك أمل ان يجتاز هذا ويجتازه أولادنا واحفادنا لكي نضع جيلاً ناجحاً عاقلاً يعي معني الحياة والمبادئ ام نستسلم لهزيمة المجتمع.
ما نشاهده الآن من ضياع للقيم والمباديء في المدرسة والشارع تئن له القلوب وكل يوم تشاهد من انهيار في الاخلاق بين معظم الشباب خاصة ما نشاهده علي الفيس بوك والانترنت من فساد للاخلاق.
نعم زماننا يختلف عن هذا الزمن العجيب الذي طغت فيه المادة واصبحت هي العامل الرئيسي في فساد اخلاق الشباب بالاضافة الي التكنولوجيا الحديثة من نت وفيس بوك وخلافه.