المساء
مصطفى بدوى الخطيب
مساء الخير- الرابح الأكبر
من ينقذ العالم؟.. طبول الحرب العالمية الثالثة تدق وبقوة علي الأراضي السورية.. الحرب هذه المرة لن تبقي ولن تذر. وهذه المرة كل الاطراف خاسرة.. عدا أمريكا وروسيا بالطبع.. مع انهما سيكونان في مواجهة مباشرة.. الا انهما الرابحان لامحالة.
الغريب ان كل الاطراف هدفها واحد ولكن وسائلها مختلفة.. التحالف والذي تقوده أمريكا ومعها تركيا والسعودية والمعارضة السورية هدفهم القضاء علي تنظيم "داعش" ووسيلتهم اسقاط نظام بشار.. والجانب الآخر روسيا وايران اللذان يدعمان نظام بشار هدفهم أيضا القضاء علي داعش لكن عن طريق دعم نظام بشار في مواجهة أعدائه.
أمريكا وروسيا سيربحان لان الحرب بعيدة عن أرضهما وبالتالي سيكونان في مأمن من أي ضربات عسكرية مباشرة.. سيربحان لانهما سيجربان سلاحهما في حرب فعلية.. وستدور مصانع الاسلحة لانتاج كميات كبيرة لاستخدامها في هذه الحرب وبالتالي هذا سيحدث ازدهاراً اقتصادياً كبيراً.. سيربحان لانهما بعد نهاية الحرب سوف يتقاسمان الغنائم علي طريقة "سايكس بيكو".. سيربحان لان وقود هذه الحرب سيكون من المسلمين في كل الاحوال.. السنة من جانب.. والشيعة من الجانب الآخر.. و "داعش" في الوسط.
أمريكا تريد بسط نفوذها علي المنطقة وحماية مصالحها ومصالح حليفها الاستراتيجي في الشرق الاوسط "اسرائيل" ولذلك قد تكون هي من صنعت "داعش" في هذه المنطقة حتي تكون ذريعة للتدخل.. والامر قد يكون خرج عن سيطرتها كما حدث مع اسامة بن لادن.. والدليل فشلها في توجيه ضربة قاضية لهذا التنظيم "داعش" بالرغم من الامكانيات العسكرية الكبيرة وأقمار صناعية وتجسس وطائرات حربية متقدمة.. ومع هذا نجح هذا التنظيم في بسط نفوذه واسقاط عدد من المدن في شمال العراق.. والغريب وصول الامدادات العسكرية الكبيرة له في غيبة من امريكا وامكاناتها الكبيرة.
أما روسيا فهي لاتريد ان تترك الساحة خالية لامريكا تتحرك فيها كما تشاء .. وهي تدعم النظام السوري ليس حبا في بشار الاسد ولكن لوصول نفوذها إلي منطقة المياه الدافئة وتقويض النفوذ التركي في المنطقة ومساعدتها للجيش السوري حتي يستطيع الوقوف أمام أحلام الاتراك في المنطقة.
ايران لها أهداف كثيرة منها زيادة النفوذ الشيعي في المنطقة علي حساب النفوذ السني الذي تقوده تركيا والسعودية.. ولذلك فهي تدعم الحوثيين "الشيعة" لضرب السعودية في الجنوب.. والسعودية نفسها تريد القضاء نظام بشار الاسد وعلي الشيعة وترفض تماما زيادة نفوذ ايران في المنطقة ولهذا هي تشارك في الحرب علي أمل ان تكون المواجهة خارج الديار بعيدة عن أراضيها.. لانها تعلم أن أي مواجهة علي الاراضي السعودية لن تكون لصالحها لاسباب كثيرة أهمها الجبهات الواسعة في حين أن مشكلتها الكبري - حسب رأيي- موجودة داخل اراضيها وهمي الشيعة في المنطقة الشرقية.
تركيا تريد القضاء علي بشار ونظامه حتي تخلو لها المنطقة.. كما تريد الوقوف أمام زيادة النفوذ الايراني في المنطقة.. وهدفها ايضا القضاء علي الاكراد في شمال العراق وسوريا ووأد حلمهم في إقامة دولة لهم.. كما تريد ان تقود السنة في المنطقة وعودة السلطان العثماني زعيم المسلمين في شخص رجب طيب أردوغان.
ماذا لو انطلقت الحرب؟.. هناك دول ستختفي تماما من علي الخريطة.. الشعب السوري سيكون الضحية.. ستظهر دويلات صغيرة جديدة.. قد يصل الامر إلي استخدام الاسلحة النووية.. رئيس كوريا الشمالية هدد تركيا باخفائها من علي الخريطة.. في هذه الحالة لن تسكت اليابان ولا كوريا الجنوبية.. ايران ستقصد كل ما هو سعودي لضربه.. مصر لن تسكت إذا ما تعرضت الاراضي السعودية للاعتداء.. روسيا ستنتقم من تركيا.. أمريكا ستساعد الاكراد في انشاء وطن لهم شمال العراق.
أما الرابح الاكبر.. فهي اسرائيل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف