المساء
محمد جبريل
ع البحري -مؤتمرات القمة العربية.. ضرورة
أتجاوز الاسباب التي أرجعت إليها المغرب طلب تأجيل الدورة القادمة للقمة العربية.. أشير إلي المعني الذي يستهدفه أي مؤتمر قيادي إقليمي. أو عالمي. قد تنتظم بعض المؤتمرات بآلية المواعيد التي تتطلب مدة محددة. تفصل بين كل مؤتمر وآخر. محور المناقشات دراسة أوضاع الاقليم أو العالم. وما طرأ عليها من أحداث تستدعي إعداد ملفاتها. فتعرض علي الدورة التالية. مثل تلك المؤتمرات يشارك فيها المندوبون الدائمون للدول الاعضاء. بحيث يعدون أوراق العمل لمؤتمر القمة القادم.
العادة أن تعقد مؤتمرات القمة في مواعيدها. فللجمعية العامة للأمم المتحدة موعد. لافتتاح كل دورة جديدة. في سبتمبر من كل عام. ومواعيد جلسات مجلس الامن تحكمها تطورات الاحداث في العالم. الامر نفسه في كل المؤتمرات القارية والاقليمية.
ظني ان الاحداث الخطيرة التي يعيشها وطننا العربي. سواء بالاقتحامات الارهابية في معظم أقطاره. أو بالتدخلات الاجنبية التي خلطت بين التدخل السياسي والتدخل العسكري. فهي تتوسط أحياناً. وتقذف الصواريخ والاسلحة المدمرة أحياناً أخري. وإن كان منطلق ذلك كله هو التآمر الذي يستهدف ما تبقي من تماسك البنية العربية.. هذه الاحداث الخطيرة تستدعي تعدد الاجتماعات. وتلاحقها بما يسد الفجوات المحلية داخل كل قطر. أو الاقليمية بين مجموعة الاقطار. أو العالمية ممثلة في الاستعمار الغربي. والتنظيمات الارهابية التي تؤدي دوراً إجرامياً في تفتيت الوطن العربي وسلب قدراته العسكرية والاقتصادية. بل والبشرية من خلال قتل مئات الالوف. وتهجير الملايين. ليدعي الغرب من ثم احتواء مشكلاتهم.
الاوضاع في الوطن العربي تتطلب- منذ سنوات- تعديل مواعيد القمة العربية. تقاربها علي وجه التحديد. بحيث يطرق الحديد ساخناً. أي تناقش المشكلات وقت احتدامها. قبل تشابكها وتعقدها. وإتاحة الفرصة للتدخلات الاجنبية. أخطرها المواجهة الحاسمة المطلوبة. لتزايد انشطة التنظيمات الارهابية بدعم تسليحي ولوجستي ومالي. ويوفره لها الغرب تحت شعار مقاومة الارهاب. هذه الاوضاع ليست طارئة بحيث تكفي الدعوات الطيبة والامنيات لإدراكها. انها قائمة وممتدة في اتساع المشهد العربي الحالي. وحتي تتبدل الصورة. فلابد ان تسعي الزعامات العربية إلي التخلص من النوازع الفردية والقبلية. بعيداً عن اقتحامات الارهاب. وتدخلات القوي الاجنبية.
إذا كان المغرب يخشي النتائج السلبية التي قد يسفر عنها مؤتمر القمة القادم. فإن انعقاد المؤتمر في موعده. وتقارب مواعيده فيما بعد. ضرورة لطرح المشكلات الآنية. والتيقن من أن إخضاعها للمصارحة والشفافية. هو السبيل الوحيد لتبديل الصورة القائمة التي لاتقتصر تأثيراتها علي القادة. بل انها تشمل الشعب العربي في تعدد اقطاره.
مؤتمرات القمة هي المجال الوحيد الذي يستطيع فيه الزعماء العرب مناقشة مشكلات أقطارهم الملحة. بعيداً عن تدخلات الغرب والشرق علي السواء. المثل نجده في اجتماعات المنظمات الاقليمية التي ترفض الوصاية والتدخلات الاجنبية.
ما سر جلد الذات الذي يدفعنا- في الكثير من المواقف- إلي طلب وصاية الاجنبي. رغم الحصاد المر الذي كاد يقذف بنا- لولا رحمة الله- خارج التاريخ؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف