الوطن
محمد فتحى
طالب الأزهر وبيضة المحافظ وبوسة الوزير
(1) الطالب:

لم أكتب من قبل عن طالب الأزهر الذى كذب بشأن حصوله على جائزة القرآن الكريم العالمية ليتضح فى النهاية أن كل ما حدث كذب. انتظرت حتى أرى ماذا سيفعل الأزهر العظيم وجامعته، فلربما أشاهد أى (كرامة) من كرامات (التعامل التربوى)، لا سيما بعد أن تم تدمير الولد تدميراً حقيقياً قد يؤدى به ليس للتوبة، وإنما للكفر بالأزهر، وبهؤلاء الذين لم يعاقبوه بقدر خطئه، فقد صدر أمس قرار بفصل الولد من الجامعة فصلاً نهائياً!!!

الولد أخطأ، كذب، ولا أريد أن أبحث عن السبب، لكن كنت أتمنى، أن يتم استقبال هذا الشاب والجلوس معه ومعرفة سبب ما فعل، ثم عقابه عقاباً يتوازى مع خطئه لا بحرمانه من حقه فى التعليم فى الجامعة التى ينتمى إليها، بل تمادى خيالى لاستقبال شيخ الأزهر له، وربما «السيسى» نفسه، ليقول أيهما للولد بلهجة الأب المسئول: ما فعلته خطأ واعتذارك الوحيد عنه هو أن تعد نفسك من الآن -تحت إشرافنا- لخوض المسابقة فى العام المقبل، ولن نقبل الاعتذار إلا بفوزك بالمسابقة، لكن الذى حدث قد يجعل هذا الشاب الذى هو فى مقتبل حياته على أعتاب «داعش»، والسبب ليس ما فعله، بل رد فعل الأزهر والإعلام.

(2) البيضة:

جدع سيادة محافظ المنيا أن قبل بيضة هدية من مزرعة دواجن فى محافظته أهداها له الطبيب البيطرى وهو يؤكد أن عليها لفظ الجلالة، بينما البيضة مشوهة لنقص فى الكالسيوم لدى الفرخة ليس إلا، وحرى بنا أن نسأل المحافظ، ماذا فعل بالبيضة، واللى ادهاله، وهل سلقها وقشرها، أم قال له أحدهم هات حتة يا ابن عمى فرد: ما تبعد عنييييى!!!!

منتهى العبث والله، بل والمسخرة، وكنت ضيفاً على برنامج «صباحك مصرى» مع الصديقة والزميلة سهام صالح، حين جاءت مداخلة الطبيب البيطرى وسألته متى نرى بيضة عليها وجه «ميسى»، وأمسكت نفسى عن سؤاله: متى نرى بيضة عليها «تحيا مصر»، بينما الرجل يتحدث بمنتهى الجدية عما حدث كمجاملة وإنجاز لمصنع البيض الذى ينتج 60 مليون بيضة فى السنة، ولا أحد يلتفت له من الإعلام، واحترمت شجاعة الرجل لمداخلته، لكن لم أحترم العقلية التى عينت المحافظ، والتى جعلته يقبل البيضة، والتى أتمنى ألا يكون عملها «أومليت» أو أكلها «عيون» فى صبيحة اليوم التالى.. أنا مكسوف والله أننى أكتب فى موضوع تافه مثل هذا الموضوع الذى لم يفطن له محافظ ملو هدومه، أرجو أن يطمئنا على البيضة التى أشعر أنها «اتفقشت»!!

(3) البوسة:

يا سبحان مغير الأحوال.. هذا هو اللواء مجدى عبدالغفار نفسه الذى لا يحب الإعلام ولا اللقطات يظهر ويبوس راس أهالى ضحية الدرب الأحمر، وهى البوسة التى كانت كفيلة بإنهاء أزمة الأطباء مبكراً مع محاسبة واضحة وسريعة وناجزة وعقاب فورى لا تلكؤ فيه، لكن الوزير كان وقتها «ما بيعرفش يبوس»..

خطوة جيدة من الرجل الذى علمه المنصب أن يتواضع له بعيداً عن «التقل» و«الغموض المصطنع»، لكن أتمنى أن يتعلم السياسة أولاً، وأسانده -رغم كل ما كتبته عنه- فى مواجهته لأى تجاوز، بشرط أن يطبق القانون على الجميع، المهم ألا تنتهى المواجهات ببوسة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف