من المؤكد أن حفر قناة شرق التفريعة له جدوى اقتصادية، ما هى؟، اللواء مهاب مميش مطالب بأن يشرحها لنا، كل ما وصلنا عن هذه القناة، أن طولها 9.5 كيلو متر، وعمق 18.5 متر، تم حفرها فى ثلاثة أشهر، قامت الهيئة خلالها بتكريك 12.5 مليون متر مكعب، قدرت تكلفة القناة بـ 37 مليون دولار، وأهمية القناة حسب تصريحات مميش فى أنها ستختصر 10 ساعات من رحلة السفينة التي تمر بها، وهو ما يعني زيادة معدلات دخول السفن ورفع تصنيف الميناء وجعله، حسب توقعات مميش، من أهم الموانئ في منطقة شرق البحر المتوسط.
بالطبع نحن نثق فيما يقوله مميش، لكن ما يهمنا من كل هذا ليس رفع تصنيف الميناء، ولا اختصار رحلة السفن، بل يهمنا أكثر: عدد العمالة الجديدة التى يتم تشغيلها على المجرى الجديد، وحجم الأموال المتوقع دخولها لخزينة الدولة بعد حفر القناة، ومميش مطالب كذلك بأن يوضح لنا هل سيغطى التشغيل تكلفة القناة(37 مليون دولار)، وما هو عدد السنوات التي تغطى فيها تكلفتها.
نحن نعلم جميعا أن ركود الأسواق العالمية، وانخفاض سعر برميل البترول، قد أثر بشكل كبير على دخل قناة السويس، سواء فى أعداد السفن المارة، أو في حجم ونوعية الحمولة، فهل ننتظر أن يمتد التأثير إلى شرق التفريعة أم أن القناة الجديدة حفرت فقط للسفن التي تتعامل مع ميناء بورسعيد؟
الحديث عن شرق التفريعة يقودنا إلى المشروعات اللوجستية التى كان مقررا اقامتها على محور قناة السويس، لماذا لم نبدأ حتى اليوم بعض المشروعات الخدمية، مثل تموين السفن العابرة من القناة، فكنا نتوقع أن تقوم الحكومة بالمبادرة وبناء بعض المشروعات التي تدر على البلاد بعض الدولارات، كأن تنشئ محطة لتزود السفن بالوقود، وأخرى بمياه الشرب، وثالثة للتنظيف، ورابعة للأطعمة، وخامسة للصيانة، ولتكن البداية بمحطة الوقود ومياه الشرب والتنظيف، تشجع بها الحكومة الشركات العالمية والعربية والمصرية، نحن لا نعرف تكلفة محطة الوقود، ولا قدرة الحكومة المالية والفنية على تنفيذها، لكننا نعلم جيدا أن السفن العابرة من القناة فى حاجة إلى الوقود، وفى حاجة إلى مياه الشرب، وفى حاجة إلى الأطعمة، وفى حاجة إلى الصيانة.
مميش مطالب بأن يوضح لنا لماذا لم نفتح الباب حتى هذه اللحظة لإقامة المشروعات، هل لم يتم وضع المخطط بعد؟، هل لعدم تجهيز المنطقة بالمرافق؟، هل لعدم وضع القوانين المناسبة للاستثمار فى المنطقة؟، هل بسبب الإرهاب فى سيناء؟، هل لعدم تقدم الشركات العالمية للاستثمار فى محور القناة؟، ومميش مطالب كذلك بأن يوضح لنا: لماذا لم تبادر الحكومة بإنشاء بعض المشروعات اللوجستية، مثل الوقود، ومياه الشرب، والأطعمة، والتنظيف؟