محمد جبريل
ع البحري -عالمية الطب المصري
نحن دولة متقدمة في المجال الطبي. حقيقة يسهل التعرف إليها في اعداد الأطباء الذين احتلوا - بقدراتهم العلمية - مواضع متقدمة بين كبار أطباء العالم. وفي اعداد الحاصلين علي درجات أكاديمية من جامعات عالمية شهيرة. وفي الأطباء الذي بلغوا - في تخصصاتهم - مستوي العالمية. بداية من نجيب محفوظ وعلي إبراهيم وسليمان عزمي حتي مجدي يعقوب والمئات من الأطباء الممتازين. المعروفين. والذين غابت عنهم الشهرة. بالاضافة الي ظاهرة مهمة. هي السياح العرب والأفارقة الذين يقصدون مصر للسياحة العلاجية. اي المرضي الذين يطلبون العلاج من أمراض عجز الأطباء في بلادهم عن تشخيصها. أو علاجها.
هؤلاء المرضي وفدوا الي مصر ليعالجهم أطباء ذاعت شهرتهم خارج الحدود. قطعوا المسافات ثقة. أو تزكية. في انهم سيجدون نهاية لمعاناتهم المرضية.
لماذا لا نفيد من هؤلاء الأطباء الكبار في اطار استراتيجية تكفل إتاحة العلاج للمواطنين المصريين. بالدعم الذي نستطيع توفيره. بتقليص اعداد المسافرين للعلاج في الخارج. من خلال تقليل الدعم تدريجياً. بالاضافة الي خفض نفقات تكاليف السفر والعلاج بالعملة الصعبة. فتختفي بالتدريج مهمة قراقوش المسمي بالمستشار الطبي لرئيس الوزراء. في ارجاء تنفيذ القرارات. وإملاء الشروط المتناقضة. والتعجيزية. حتي تتدخل السماء. فتحنو علي المريض المسكين. وتأخذه الي رحابها. ليسهل علي السيد قراقوش التسلي بتزجية قراغ وقته. ولو بحل الكلمات المتقاطعة!
تلك الاستراتيجية العلاجية التي أدعو لتبنيها. تقضي بتوفير الطواقم الطبية ذات المستوي الأرفع. والرعاية التمريضية المسئولة. وهو مايشكو افتقاده غالبية الأطباء. واستيراد أحدث المعدات في العالم بما يكفل الرعاية الطبية في مستوياتها المختلفة.
تلك الاستراتيجية المقترحة تأكيد - في حالة تنفيذها - علي المنحي العلمي الصحيح الذي تريد الدولة ان تتجه إليه. ثمة التكامل الذي يحققه العنصر البشري من أطباء كبار لهم قدراتهم العالمية. وأطباء شباب لا يكتفون بالحصول علي الدرجة العلمية. دون ان يتاح لهم التعرف المباشر الي تشريح الجسم البشري. وطواقم تدريب تؤمن بأن تعبير "ملائكة الرحمة" ليس شعاراً وردياً. لكنه يعكس الطبيعة الإنسانية للممرضة. بالاضافة - طبعاً - الي أحدث المعدات التي تجعل التشخيص. والعلاج. وإجراء العمليات الجراحية. متاحاً لكل المرضي من المواطنين. ومن مواطني الأقطار العربية والافريقية وغيرها.
لعلنا نستطيع ان نضيف الي ذلك كله عودة مصر الي موقعها الرائد في المجالات العلمية والطبية. منذ بهرت العالم القديم بمعجزات العلاج والتحنيط. وبقسم أبو قراط الذي وضع مهنة الطب في اذارها الصحيح. وحتي عباقرة الطب العرب في العصور التالية "أذكرك بعلاج طبيب صلاح الدين الأيوبي لريتشارد ملك الانجليز زمن الحروب الصليبية" الي اطبائنا المعاصرون والمحدثين في كبري المؤسسات الطبية في العالم.