الجمهورية
محمد نور الدين
"أمناء".. و "ألتراس"!!!
إذا كان "الأمناء" يمثلون الآن.. أكبر خطر علي العلاقة بين المواطنين والشرطة.. فإن "الالتراس" أيضا صار من أشد القنابل الموقوتة التي تهدد بإحداث الفتنة بين الشباب والدولة!
مثلما يستدعي الأمر اجراء تعديلات تشريعية لضبط الاداء الأمني.. ومنع التجاوزات غير المسئولة لبعض أمناء الشرطة.. فإن الوضع كذلك يستوجب سن قوانين.. تنظيم العلاقة. وتحدد الضوابط. وتبين الحقوق والواجبات وتوضح العقوبات الرادعة.. التي من شأنها ايقاف اعمال الفوضي والبلطجة التي يمارسها فتوات "الالتراس"؟
من زمان.. وسلوكيات بعض الامناء يشوبها التجاوز والانفلات.. إلا إن الصورة ازدادت قتامة في الأونة الأخيرة.. بعد أن توهم كل منهم أنه من "فئة" خارج نطاق الرقابة والمحاسبة.. درعة لا.. وهو أكبر المرابحين من ثورة يناير.. فقد تضاعف مرتبه. وتساوي مع الضابط في الترقية والعلاج والغيت له المحاكم التأديبية.. والأدهي عودة المفصولين للخدمة رغم جرائمهم المشينة.. فكانت النتيجة أن انطلق ليتجاوز ويخترق.. قاصداً متعمداً إهانة وضرب وسحل وقتل ما لا ينال عفوه ورضاه من المواطنين المساكين!!
بالتوازي .. ارتكب "الألتراس" كل ممنوع.. واخترق كافة اللوائح والقوانين.. وراح يهدد.. ويتوعد.. يقتحم الملاعب.. يحرق المنشأت.. يهاجم الرموز.. وساقه الغرور إلي التوهمه بانه فوق المساءلة ويحق له فرض الرأي. ولي ذراع السلطة!!
فوضي الامناء وانفلات الالتراس.. قضيتان تهددان استقرار الوطن.. وتنذران بوقوع الفوضي والفرقة.. وتنال من تكافؤ وقواعد السلام الاجتماعي!!.. بل وتعطل مسيرة الاصلاح والبناء والتنمية.. فكيف تعبر الدولة إلي المستقبل.. وهناك أناس يعرقلون التقدم بالبلطجة. واختراق القوانين؟ وحتي يقوم مجتمع العمل والأمل.. اذا كان الامناء والالتراس يمارسون ما يثير الغضب والسخط.. ويدفع إلي الصدام والعراك بين أبناء الوطن الواحد؟!
إن مصلحة الوطن العليا.. وحفظ الاستقرار. ورأب الصدع.. يستلزم الإسرع باصدار التشريعات الحاسمة والرادعة.. لكي تختفي تجاوزات الامناء.. ويعود للمارقين السلوك القويم.. وحتي تتخلص الشرطة ممن يسيء إلي سمعتها ونزاهتها ومكانتها!!
في نفس الوقت.. لابد من إعداد خطة عاجلة وطموحة.. من أهم أهدافها اعادة الوجه الحضاري للرياضة المصرية ومنع أعمال العنف والتخريب.. وابعاد البلطجية وأصحاب الاجندات الخاصة من الاندساس وسط شباب واعد ومخلص.. كما تستهدف كسر شوكة كل من يتجرأ ويخرق القوانين واللوائح.. ويرفض الالتزام والانضباط.. ويسعي لترويع الآمنين!!
لقد نفذ الصبر.. وضاق المواطن ذرعاً.. سواء بفوضي الامناء أو بانفلات الألتراس.. وبالتالي صار مطلب الجماهير الوطنية.. أن تشتد يد الدولة وتقوي تمتد لتردع كل من يتعالي علي القانون.. وينتهك القيم والمبادئ.. ويظن برهة أنه "فوق الجميع" ويتخيل لحظة.. أنه أكبر من "الحساب والعقاب"!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف