عبد الرحمن فهمى
فرق بين الخصخصة والشخصصة!!!
إنشاء قناة شرق بورسعيد في خلال مائة يوم ثلاثة أشهر وعشرة أيام.. فقط.. اعجاز جديد حققه مهاب مميش.. لا أريد أن اتحدث عن أهمية هذه القناة التي حولت بورسعيد الي "أعظم ميناء تجاري" في حوض البحر الأبيض المتوسط.. ولا عن فوائد القناة في تسهيل التجارة العالمية وتيسير حركة التجارة العابرة للقناة وخفض زمن الانتظار لأقصي حد داخل الممر المائي العالمي مما ينعكس ايجابيا وماديا علي اقتصاديات النقل والتجارة معا.. لنقل القناة هي الخيار الأول أمام حركة التجارة العالمية.
ومن الناحية الأخري أي مشروع جديد في أرض سيناء معناه هزيمة وانتكاسة لأي ارهاب أو أي اعتداء غادر.
لم أقصد اليوم أن أكتب عن كل هذا..
أريد اليوم ان أؤكد مرة أخري.. أو قل مرة عاشرة ان هناك نوعين من الادارة.. "خصخصة" و"شخصصة".. الشخصصة جربناها زمان عام 1950 عندما قمنا ببناء خزان أسوان في زمن قياسي.. في 11 شهرا.. فاذهل العالم حتي ان الملك فاروق دعا ملوك ورؤساء الدول لحضور حفل افتتاح رائع.. أقام اغاخان حفلا لا ينسي علي مياه النيل..
ثم جمال عبدالناصر استفاد من هذا الدرس.. وبعد بعض المعوقات والعكوسات في بداية بناء السد العالي.. حتي ان خطأ من مهندس روسي كان السبب في وقوع صخرة قتلت عددا من العمال تم اخفاء عددهم قيل انهم لا يقلون عن 150 عاملا!!! "مائة وخمسون"!!! هنا قرر عبدالناصر ان يتفرغ صدقي سليمان للمشروع وحدد له موعدين محددين للانتهاء منه.. وقد كان.. حتي ان هدي ابنة عبدالناصر قالت ان والدها حينما اشتد عليه المرض كان يتمني أن يمد الله في عمره ليشهد انتهاء بناء السد.. وقد كان.
وها هي مصر الولادة.. انجبت "مهاب مميش" لا ليحقق معجزة واحدة بل يحقق معجزتين.. متتاليتين.. في انتظار المعجزة الثالثة وهي "مدينة استثمارية عالمية" تحت أهم وأخطر منطقة في العالم تربط الشرق بالغرب وتربط شمال العالم بجنوبه.. لقد عمل مميش ما عليه ومهد الأرض لاستقبال مستثمري العالم.. وباقي الموضوع ليس من اختصاصه مع الأسف.. وهذا ما أريد ان أتحدث عنه اليوم أيضا.
لماذا لا نطلق يد مميش في تعاقدات استثمارية عالمية محلية؟؟؟
كل دول العالم بدأت نهضتها بمنح تسهيلات مذهلة لكبري شركات العالم.. وسبق ان كتبت عن أمثلة كثيرة كنت قريبا جدا من احداها.. فما بالك بدولة هدف لارهاب العالمي يضم بعض دول العالم الكبري الثرية وعصابات باعت نفسها ولا تخشي الموت في سبيل الدولار!!! لابد من اغراء ضخم مع تعهدات بأمن وامان.. التعهدات وحدها لا تكفي.. ثم السماح بدخول حراسات خاصة أجنبية تحضرها هذه الشركات مثلا.. حينما تكون هذه مهمة رجل ديناميكي واسع الأفق يهوي التحديات والصعب مثل الأخ مميش انتظروا الفرج القريب.. والقريب جدا.
الموضوع الثاني الذي أريد ان أعرضه..
مادامت نجحت حكاية "الشخصصة" هذا النجاح الكبير.. لماذا لا نعهد لكمال الجنزوري بمشروع توشكي وترعة السلام لغزو الصحراء مثلا.. ونعهد لابراهيم محلب بمشروع العاصمة الجديدة أو قل العاصمة الادارية كما تسميها جنوب افريقيا.
لماذا نحن مكتفين بحجرتين واسعتين جدا.. علي فكرة.. ولافتة علي الباب "مساعد الرئيس".. لا هذه الكفاءات النادرة صاحبة الأفكار والآراء مع طاقة عمل وجهد يحسدان عليهما.. لا.. ثم اتركا الحجرات وكفاية كشك بجوار المشروعين وبعد ذلك تاريخ يليق بالاسمين الكبيرين.. وهذه أحلامنا.. يارب