الكورة والملاعب
فهمى عمر
يتحدثون
عندما طلبت من محمود بكر أن يتقدم للجنة المعلقين بالإذاعة أبدي دهشته ولكنني قلت له إننا نريد نجوماً كروية تثري حقل التعليق وعندما جلس أمام
اللجنة وبعد أقل من دقيقتين وصف خلالهما جانباً من إحدي مباريات الكرة المسجلة علي شريط تليفزيوني أيقنت اللجنة أنها وضعت يدها علي معلق قدير وبالفعل كان محمود بكر معلقا لا يباري فهو صاحب أسلوب مميز له لهجة سكندرية محببة ولا يشط عن التعليق إلا بخفة ظل تتحدث عن مشكلة في الإسكندرية علي المسئولين أن يقوموا بحلها أو ليداعب لاعباً أو حكماً أو إدارياً في أسلوب فكاهي خفيف الظل لم يكن محمود بكر ينحي في تعليقاته منحي الزعيق الذي يصم الأذان عند تسجيل هدف أو ضياع فرصة وهو الأسلوب الذي يتبعه هذه الأيام جيش المعلقين الذين ليس لهم ماض كروي معروف ودخلوا إلي عالم التعليق من النوافذ والأبواب الخلفية كان محمود بكر مدرسة خاصة في فنون التعليق له نكهة وضعته في مقدمة الصف الأول من جيل المعلقين العظام أما محمود بكر اللاعب فهو المدافع القدير الذي صال وجال مع رفقاء دربه من أبناء النادي الأوليمبي واستطاعوا أن ينتزعوا درع الدوري وفي حدث هو الأول من نوعه سنة 1966 ليخرج الدرع من العاصمة إلي الثغر وهو صاحب الهدف الذي لا يغيب عن الذاكرة هدف الفوز الذي سجله برأسه في مرمي أوغندا سنة 1967 وكان المنتخب الأوليمبي سنة 1965 قد غزا مرمي مصر بخماسية أطلق عليها عمنا نجيب المستكاوي لفظ موقعة "الكحيلة" فجاء محمود بكر ورفاقه ليأخذ بالثأر ويسجل الهدف الذي لا ينسي. محمود بكر هو الإنسان الصريح الذي لا يأخذه في الحق لومة لائم ولعل هذا ما سبب له الكثير من الحرج والمشاكل. كان محمود بكر إدارياً ناجحاً ورئيساً للأوليمبي أداره باقتدار وعندما تركه جار عليه الزمن فإذا به يرزح تحت سقف دوري المظاليم. رحم الله محمود بكر وأدخله فسيح جناته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف