"كريشندو عنوان البرنامج الذي تقدمه د. رشا طموم علي إذاعة أغاني أف إم والبرنامج متخصص في مساعدة الجمهور العادي علي التعرف علي التراث الموسيقي العالمي ورغم أنني استمعت إليه بالصدفة إلا أنني تجاوبت معه من منطلق أنه يتفق مع قناعاتي والتي تتلخص في أن فنون الموسيقي التي يتم تأليفها وفق أسس علمية والبالية والأوبرا ليست حكرا علي الصفوة وإنما هي تراث إنساني من حق الشعب معرفته ولكنه يحتاج إلي معاونة من متخصص متمرس علي مخاطبة الجماهير العادية حيث إن د. رشا والتي تشغل منصب رئيس قسم التأليف والنظريات بكلية تربية موسيقية تكتب التعليقات علي كتيبات حفلات عروض الأوبرا والباليه منذ عدة سنوات اكتسبت من خلالها خبرة لا يستهان بها في كيفية تقديم المعلومة المفيدة عن العمل بأسلوب بسيط يجعل المتلقي يستمتع به ويكتشف جمالياته وهذا ما لاحظته في هذا البرنامج الذي يجب أن نوجه الشكر للمحطة التي تقدمه والتي نتمني أن تعيد النظر في موعده حيث يقدم في الحادية عشرة مساء كل سبت بدون إعادة وبشكل عام إذاعة البرامج الموسيقية الجادة في مواعيد متأخرة عادة متكررة من الإذاعة والتليفزيون في مصر نتمني أن تتغير.. والبرنامج استمعت إلي ثلاث حلقات منه حلقة عن آلة الجيتار الكلاسيكي وأخري عن المؤلف الموسيقي الألماني فليكس مندلسون "1809 - 1847" والثالثة عن باليه "بحيرة البجع" والجميل أن صوت د. رشا ناعم واثق من المعلومة يتسلل إلي الأذن بسهولة خاصة أنها تجيد اللغة العربية وتنطق الحروف كاملة وبهدوء وفي كل هذه المرات التي استمعت إليها وجدتها تحرص علي ألا تفرط في سرد التاريخ الذي من السهل أن يتم الاطلاع عليه في الإنترنت إنما توضح أهمية ما تتحدث عنه وتكشف مواطن الجمال في العمل ثم تدلل عليها بمختارات منه وهنا بالتحديد تحسن الاختيار ولكن في الحلقتين أخذت عليها عدم ربطهما بواقعنا في الساحة الموسيقية مثلا في حلقة الجيتار كان يجب أن تنوه علي أن هذه الآلة لها عازفون مصريون ومقطوعة "ارانخويز" للمؤلف الأسباني ردريجو التي شرحتها بسلاسة عزفت أكثر من مرة في الفرق الرسمية للدولة كما كان يجب أن تنوه أن مقطوعات مندلسون ضمن ريبرتوار أوركسترا القاهرة السيمفوني لكن في الحلقة عن باليه "بحيرة البجع" للمؤلف الروسي تشايكوفسكي "1840 - 1893" تداركت كل هذا حيث نوهت أن الباليه يعرض حاليا بدار الأوبرا وقدمته بشكل يجمع بين العلم والسلاسة التي تحفز المستمع لمشاهدة العمل الجميل لقد شرحته بأسلوب يعجب من يعرف العمل جيدا ويشاهده دائما وأيضا لمن يتعرف عليه للمرة الأولي أن الجميع بين العمق والبساطة وتقديم المعلومة بدون تسطيح أمر ليس سهلا ولقد استطاعت الدكتورة رشا بدقة معلوماتها أن تكتسب ثقة المستمع.. التجربة ناجحة ونتمني استمرارها.