نعم أصبح الأمر مؤكداً.. بعد أن تحول الكلام إلي دراسة تؤكد أن النساء يعشقن الرجل العصبي.. شغلتني رغبة الجنس الناعم.. أظنها مغرمة بذلك المليء بالحيوية.. الجرأة.. تبحث عمن تقاومه.. تصده.. أو تقومه.
ربما هي حالة شغف لمن يزلزل أيامها.. يستفز فيها الحياة يتجرأ علي أنوثتها.. يفجر الرتابة.. يقتل المعتاد.. فهو غير متكرر لأنه لا يكرر.
رجل يشبه إعلانات الطرق التي يلفها شريط مكتوب عليه خطر.. فيضطرها للتحديق والتوقف مرغمة عند نقطة.. مصحوبة بالإعجاب بما حدث من لفت نظر.. وفعل أمر مجاب. امرأة تحب الخروج من بين صفحات كتاب.. فهي شهر زاد يحركها مسرور السياف.. أو تتمني سي السيد لتكون الست أمينة.. "المستكنة".. وتشكو ضعفها وهوانها وهي تستعذبه.. أو هي عبله لا تأبه كثيراً بالفوز بالحبيب قدر ما يستهويها حروبه الضارية من أجل النوق السود.. مهرها عزيز المنال إلا علي فارس مغوار.
غنتها فيروز
إنه لا "يهاب" شيئاً فيقذف بها بقوة لأن تهابه.. فتعمل له ألف انتظار.. ومئات الطرق للقاء.
قد تكون باحثة عن عصبي.. يمنحها فرصة النكش في أسلاكه من أجل شرارة ماس كهربي.. لامرأة بها لهفة للحياة تحت عنوان خطير.
إنها تريد تحويل البمبي الهائم النائم.. إلي فوشيا فاقع لونه.. تنتقل من وسائد ريش نعام إلي صالة ديسكو.
تساءلت.. من هي تلك العابثة التي تضبط السخان من الدفء إلي غليان.. أهو اشتياق الهدوء لمن يهزه بعنف ويجيد التنغيص علي الرضا.. ومشاغبة الوداعة.. شوق النقيض لمن يعاكسه.. لا أدري إن كان ذلك مطلباً.. لكني في العصبية لم أسمع بأغنية غير تلك التي غنتها فيروز باستنكار.
ضاق خلقي يا صبي
من ها .. الجو العصبي
بتحكي وبتصير ما تسمع
وإن جاوبتك مره.. بتفقع
لكن الدراسة أكدت واثبتت حبها له.. ومع فيروز سأحاول البحث عن سبب لحب رجل.. وعصبي.
وكمان.. مهند
قلبت ملامح وجهها.. وخبطت بيدها علي صدرها وألقت بالمجلة للجالسة بجوارها تشهدها علي الواقعة.. والثانية أمعنت النظر ومصمصت شفتيها.. وتركت الصفحات مفتوحة علي الصورة بخبرها الجلسة كلها خمسة.. كلهن غير راضيات بل ناقمات.
ولأن ما يؤلمها أي امرأة يؤرقني.. ويلقي علي بمسئولية البحث لها عن حل فقد رأيت أن أشاهد الصورة مصدر الذعر النسائي.. لأعرف ما الذي استفز الجنس اللطيف.
ولأننا أولاد ناد واحد فقد اقتربت وعرفت مصدر الإنزعاج كيفاتش الشهير بمهند تزوج.. ليبدأ التذمر ماذا في هذه العروس الشاحبة ما يزيد عنا.. لنأخذ نحن هؤلاء الرجال.. وتحظي تلك بكل هذا الرجل.
ولأني لست من المعجبات بهذا المهند.. فقد شاركت بالكلام عن جورج كلوني من ضئيلة حظ من جمال.. يبدو أنها موضة الرجل كلما كان مرغوبا من جميلات.. لجأ إلي مهمشة الملامح قليلة الملاحة.. واستمر الحوار وأفرغت كل واحدة ما ملأ قلبها.. واتفقنا علي جملة واحدة.. مؤكدين علي مثل "الحلوة مالهش حظ".. لأن كل أنثي تري نفسها جميلة الجميلات والشريك من سوء.. حظها.