الوفد
مصطفى شفيق
من قلبى .. رسائل الرئيس الغاصبة ورسائل الإعلام المُطالٍبة
اشراك الإعلام فى بناء الدولة ضرورة لنجاح استراتيجية المستقبل

رسائل الرئيس فى حديث الاستراتيجية قوية ... واضحة ... مهمة .... تناولت كل المجالات ... ويجب علينا جميعا التوقف عندها ... وواجب علينا جميعا أيضا أن نكون أصحاب موقف منها أو معها ... وأخطر ما تحدث عنه الرئيس هوالإثارة ومحاولات نشر الفتنة ... ومؤامرات نشر الوقيعة بين أطياف الشعب ... وأخطر ما تؤكده كلمات السيسى أنه يطلق التحذير الأخير ... وأنه وصل إلى مرحلة الزهق ... باختصار أنا فاض بيا ومليت ... وربما كان القادم أصعب ... ورغم أننى لا أتفق مع ما ذهب إليه نفر من العاملين فى الإعلام ... وتفسيراتهم التى لا تخلو من غمز ولمز ... إلا أن ذلك لا يعنى أن نمتنع عن النقد دون إثارة أو تجريح ... فالفارق بينهما خيط رفيع ... النقد يبنى والإثارة تهدم .... النقد حرص على المصلحة الوطنية ... والإثارة تحقيق للمصلحة الشخصية ... النقد ممارسة مطلوبة من الجميع لكن بوعى ... والإثارة والتجريح مرفوضة فى التقاليد والآداب ... ويعاقب عليها القانون ... وإذا كان الرئيس السيسى قد أطلق تحذيره الأخير فى حديث الأمس ... فإن هذا التحذير ... وذلك الغضب لم ولن يوقفا الكارهين ... ولن يردعا المتجاوزين ... كما أنه لن يصرف عنهم جمهورهم.
وكما تلقينا من الرئيس السيسى رسائله ... فإن لنا أيضا من الرسائل ما نقدمه ... ونكتبه ... ونقوله ... وحق لنا أن يتسلمها الرئيس ... وأولى رسائلنا أن التحذير وحده لا يكفى ... وأن الغضب لا يحل قضية ... لكن المصارحة تطفئ نار الفتن ... والمكاشفة تفضح من أراد بالوطن سوءا ... وإذا كان هواة الإثارة والتجريح قد تجاوزوا حدود النقد ... فقد تجاوزوه بالكلام ... بمخاطبة الجمهور ... وقديما قال الفلاح المصرى « احرس البشر بالبشر « ... أى أن الرد من جنس العمل ... وحق الشعب أن يعلم أكبر من حقه فى أن يعمل ... فمن علم عمل ... ومن عرف حجم المشكلة الحقيقي ... بذل جهدا أكبر فى التخلص منها ... لا يعنى هذا أن نطالب الرئيس بكشف ما قد تضر معرفته ... ولا أن يتفرغ للحوارات فى وقت يأخذ منه البناء كل وقته ... لكن إذا كنا نبنى دولة فعلينا تفعيل مؤسساتها ... وعلى الحكومة أن تكون أكثر تواصلا الناس ... مع ما يتحدث عنه الشارع ... قضية الناس أن الرئيس يتحرك أسرع من الحكومة بكثير ... القضية الأساسية أن الرئيس يتحرك بسرعة الصاروخ ... والحكومة تتحرك ببطء السلحفاة ... خذ مثلا قضية مقتل السائق « دربكة « ... وزير الداخلية لم يتحرك إلا بعد تعليمات الرئيس ... قارن هذا الموقف بقضية المرأة التى تم التحرش بها فى ميدان التحرير ... الرئيس تحرك فى نفس اليوم ... الرئيس اعتذر فى نفس اليوم.
ثانى رسائلنا أننا متمسكون بالبناء تمسكنا بالبقاء ... وأننا لا نرضى أن يكون الرئيس مفاوضنا الوحيد ... فإن أردنا بناء محطة كهرباء فاوض هو ... وإن أردنا رصف طريق فاوض هو ... وإن أردنا بناء ميناء جديد فاوض هو ... بناء الدولة يعنى أن تعمل مؤسساتها ... بناء الدولة أن تضع أنت الاستراتيجية وننفذها نحن ... حكومة وشعبا ... ليس فى هذا تخوين لشخص ... ولا تهوين لقدر ... لكنه إشفاق على رئيس أحبه المصريون فى زمن قياسى ... وأنجز أعمالا فى زمن قياسى ... نريد أن نتحول من رئيس ينجز ... إلى دولة تنجز تحت حكم رئيس مخلص.
رسالتنا الثالثة أن الإعلام جزء من استراتيجية التحرك نحو المستقبل ... والإعلام فاعل فى استراتيجية مصر 2030 التى تم تدشينها ... أو هكذا يجب أن يكون ... ونحن فى الإعلام نطلب أن نكون جزءا من استراتيجية النباء والتقدم ... كلنا يطلب هذا الدور ... وحتى نلعبه لا بد أن يدرك كل إعلامى ويعى حجم القضايا التى تواجه الوطن على أصعدة مختلفة ... حجم الأخطار المحيطة من الخارج ... والمشكلات الكامنة فى الداخل أيضا ... هذا الإدراك ... وذلك الوعى لن يتحقق إلا باتصال مباشر بين من يخطط لمواجهة الأزمات والأخطار ... والفاعل فى المواجهة ... وبين رجالات الإعلام ... من الضرورى أن تحدث عملية إدماج للإعلام فى المواجهة ... والقضاء على ما يحيط بنا من أخطار ... وما يهدد استقرار البلاد من عمليات يمكن أن تصل إلى حد الأطماع ... ففى عصر السموات المفتوحة ...لا يمكن أن يغيب الإعلام الوطنى عن التعامل مع قضايا تهم وطن يسعى للنهوض بعد سنوات الكبوة والتراجع ... ولا أقصد بالإعلام الوطنى فرض أية تصنيفات على الممارسات الإعلامية التى تملأ الساحة ... ولا على شخوص العاملين فى أو المتعاملين مع المنظومة الإعلامية ... فكل من يمارس العمل الإعلامى فى مصر يتمتع بالقدر الكافى من الوطنية ... تلك الوطنية هى التى تخلق من بعضنا المنتقد باستمرار ... والصاخب فى بعض الأوقات ... والمخطئ أحيانا ... والمتجاوز نادرا ... بعضنا يمارس العمل الإعلامى من مقاعد الأستاذية فى كل شيئ ... أو من يرى الأمور أكثر مما يراها صانع القرار أو المسئول ... لكن كلنا يمارسه بوطنية كاملة.

لا نريد أن يغضب الرئيس ... ولا أن تنهار الدولة ... ولا أن نمارس دور المنتقد دائما ... كل ما نريده أن نكون جزءا فاعلا فى استراتيجية مر الجديدة ... والاستراتيجيات القادمة.
تباريح
من أقوال الإمام الشافعى « اكره الخطأ وحاول تصحيحه ، لكن لا تكره المخطئ «
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف