نصف الدنيا
ايمان بكرى
مازلت حبيب العمر
انطفأت الأنوار وراحت صوت الزغاريد فى الخفوت وانصرف الجميع وهم يباركون للعروس الجميلة أبدع قصائدى وآخر ثمرة من ثمار عمرى طوقها زوجها بالحب وانطلقا لينسجا معاً رحلة بناء جديدة لأسرة صغيرة تحمل جينات حبنا ووفائنا وحلمنا كنت وسط ضجيج هذه الفرحة الغامرة أرى ولا أرى أتلقى التهنئة وعيناى تراقب فلذات أكبادنا زهورنا البديعة التى ارتوت بماء الصفاء والمحبة والرحمة أحاول جاهدة أن أنزع من داخلهم أى شعور بالحزن والقلق كنت أريدها ليلة فريدة فى جمالها كنت أشتم أنفاسك بجانبى تطوقنى ذراعاك الحانية رحت أبحث عن عينيك بين عيون هذا العالم بلا جدوى ووجدتها خلف عيونى تلاحقها وتربت عليها برفق كعادتك معى. بارك الجميع وتمتمت بصوت مخنوق حبيبي أديت رسالتك وحافظت علي أمانتك وهاهى ابنتنا المدللة فى ثياب عرسها كملاك طائر يحلق في سماء المستقبل بجناحى عصفور صغير يرتعش ويبحث عن عش دافئ يحتمى برفيق يونسه ويجمل له حياته عدت أدراجى ودلفت إلى المنزل وأنا أشعر بأننى التقيت حملا جميلا وشعرت بأننى في حاجة للصراخ بينى وبين نفسى من حقى الآن أن أحزن كما أشاء أن أبكى مما يحلو لى البكاء لقد ادخرت دموعا لهذا الوقت كنت ابتلعها وأخفيها حتى أجمل حياة من حولى وأعلم صغارنا أن الحياة تستمر دائما برغم فقد الأحياء بإرادتنا وإيماننا بحكمة المولى عز وجل ولكنها لحظات استثنائية اختلستها من زمن وقدر أكرمنى بحياتى بجوار زوج استثنائى كنت مدينة لك يا حبيب العمر بنهر من الدموع وجدتها تنهال بلا إرادة وبلا صوت سوى ارتعاش واهتزاز بدنى ومشاعرى وها أنا أمام صورتك الغالية التى تزداد تألقا كلما مرت الأعوام ويلاحقنى نظراتها أينما حللت أفضيت لك بالكثير وارتميت بين صفحات الذكريات أتلمس نورا أو ضوءا أو همسا أو بسمة تنير لى ما تبقى من سنين العمر التى فضحت تألقها وعطرها وسحرها منذ أن انتزعك الموت من بين أحضانى مازلت أدخر لك الكثير ومازلت حبيب العمر الذى لا ولن يغيب ولن يغيبه الفقد من إدراكى وحسى وقلبي نم قرير العين والروح والفؤاد وسأظل مستيقظة أرعى زهورك العاطرة وأهدى لك في كل عام باقة من الحب والوفاء والذكرى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف