المساء
محمد جبريل
ع البحري - فلسطين في الجنائية الدولية
حددت السلطة الفلسطينية الأول من إبريل القادم موعداً لمطالبة محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق في ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الإرهاب الصهيوني قائم. ومستمر. منذ أربعينيات القرن الماضي. ومع أن روايات المؤرخين الأجانب ـ ومنهم يهود ـ تضغط علي الدور الذي أداه العرب ـ بطيبة أو بسذاجة ـ لتحويل الحلم الصهيوني إلي حقيقة تبسط ظلها القاتم علي وطننا العربي.
لعلي أذكر غوث فلسطيني القرن التاسع عشر لقوارب اليهود الذين كانوا يحاولون التسلل إلي المدن الفلسطينية كانوا يوفرون لهم المأوي والطعام وفرص العمل!
لقي الفلسطينيون جزاءً أبشع من جزاء سنمار. حين مورست ضدهم أقسي ألوان القتل والتدمير. حتي استلب ما كان فلسطينياً. ليحل ـ بدلاً منه ـ كيان غريب. اسمه إسرائيل.
كان توقيع السلطة الفلسطينية مرسوم انضمام فلسطين إلي المحكمة الجنائية الدولية. بديلاً لرفض مجلس الأمن اقتراحاً بقرار يعترف بدولة فلسطين المحتلة. ضمن حدود الرابع من يونيو 1967. وإتمام الانسحاب الإسرائيلي منها خلال ثلاث سنوات.
لم تلجأ واشنطن ـ كالعادة ـ إلي حق الفيتو أغناها امتناع نيجيريا عن التصويت. وهو ما لم يتوقعه الكيان الصهيوني نفسه. باعتبار مساندة نيجيريا ـ الدولة المسلمة. الافريقية ـ لقضية فلسطين.
الحركة في كل الاتجاهات. وبكل الوسائل. مطلب فلسطيني يجب أن يسانده العرب. والمحكمة الجنائية الدولية خطوة في ذلك الاتجاه وسائل الكيان الصهيوني كثيرة. لتبرير جرائم الاحتلال: الميديا واللوبي الصهيوني في دول العرب واستخدام الفيتو الأمريكي حتي في القرارات التي لا تشكل إدانة حقيقية لحكام إسرائيل.
المثل الشعبي العربي يتحدث عن الذي قتلني وبكي. وسبقني واشتكي ولأن اليهود نزلوا ضيوفاً علي أقطارنا العربية منذ مئات السنين. فقد طبقوا المثل في ممارستهم البشعة. حتي أن المذكرات التي تقدمها حكومة إسرائيل ضد الفلسطينيين. تدين مقاومة أصحاب الأرض للمعاناة القاسية في ظل الاحتلال الصهيوني.
هل يجد الفلسطينيون حلولاً لقضاياهم في محكمة الجنايات الدولية؟
بالإضافة إلي العجز العربي. فلعلنا نجد في امتناع نيجيريا عن التصويت في مجلس الأمن مؤشراً مهماً للتأثيرات الصهيونية. حتي في مناصرة قضايا العرب التي تبلغ ـ في بعض المؤسسات ـ مرتبة الثوابت يجب أن يكون هذا المؤشر ـ وغيره ـ دليلنا للإفادة من كل السبل المتاحة لفضح العدوان الصهيوني. وملاحقته بالوسائل القانونية والقضائية يجب أن نفيد من كل أداة لمواجهة آخر مناطق الاستعمار الغربي في العالم. نعريه ونفضحه وندينه. ونبذل الفعل نفسه ضد القوي التي تناصره.
القول بأن الحق لا يضيع إن كان وراءه مطالب. سيظل ـ في حدود الشعار. ما لم تأخذ المطالبة أبعادها من تأكيد الحقوق. مقابلاً لفضح الممارسات الخاطئة. والظالمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف