المساء
أمين الرفاعى
بمنتهي الوضوح
** بالمصادفة قابلني منذ يومين صديق كاتب صحفي كبير ينتمي لجيل الاساتذة.. وبعد تبادل الحديث عن بعض الذكريات المهنية القديمة.. فوجئت به يسألني عن رأيي فيما تبثه بعض "بالوعات المجاري الفضائية" التي تطفح كل مساء بما يسمي "التوك شو" فاعتذرت بأني لست من المتابعين بصفة دائمة لهذه البرامج.. فبادرني قائلا: هل شاهدت حلقة برنامج "العاشرة مساء" التي استضاف فيها وائل الإبراشي الطفل الذي لم يتعد الرابعة من عمره وحكمت عليه المحكمة بالسجن "28 سنة"..؟!
فأجابته بأني لم أشاهد هذه الحلقة وان كنت قد سمعت عنها من بعض الزملاء.. ولم انشغل بما قالوه عنها.. سواء تعاطفا أو انتقادا لأني أعرف جيدا كيف يتم الإعداد لمثل هذه البرامج المسماة بـ "التوك شو".. وكيفية استخدامها في إثارة الرأي العام بهدف جذب الإعلانات بحجة الأكثر مشاهدة.
رد قائلا: "يابختك" فأنت محظوظ لأنك تعرف ما يجري في كواليس هذه البرامج التي تبثها بعض "بالوعات المجاري الفضائية".
واستطرد قائلا: لقد شاء حظي أن أشاهد هذه الحلقة التي "طفحت" بتمثيلية هدفها تشويه حكم قضائي صدر غيابيا ضد مجموعة من الإرهابيين الذين ارتكبوا جرائم قتل والاعتداء علي منشآت وحرقها بالفيوم وذلك باستخدام اسم "طفل" وهذا من أفاعيل محامي الجماعة الإرهابية.
قاطعته قائلا: يبدو أنك تفهم القصة كاملة بدليل أنك وصفتها بـ "التمثيلية" فرد مبتسما: والله العظيم تمثيلية مفضوحة لعبها المحامي وأبو الطفل.. والمذيع وائل الإبراشي الذي توهم أنه ذكي.. وانه سيضحك علي المشاهدين.. "ويبوظ القضية".. وينفذ ما يسعي إليه من إثارة الرأي العام علي القضاء مثلما يحاول جاهدا بإثارة الرأي العام علي الحكومة والشرطة والدولة.
أضاف قائلا: الحكاية واضحة من أولها.. ان اسم الطفل "أحمد منصور قرني شرارة" تشابه مع اسم أحد الإرهابيين الهاربين وهو في نفس الوقت "عمه" في قضية قتل مواطنين وإصابة عدد من أفراد الشرطة والمدنيين والاعتداء بالأسلحة الآلية والخرطوش وزجاجات المولوتوف وحرق منشآت بالفيوم.. وذلك خلال أحداث عنف ارتكبها أعضاء الجماعة الإرهابية وتم القبض علي "9" متهمين من جملة "116" متهما هاربا في القضية.
وقد أكد ذلك اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد أول وزير الداخلية للإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية في مداخلة من شرم الشيخ مع وائل الإبراشي الذي أصر علي الاستمرار في حلقته "التمثيلية" حتي النهاية مستخدما بكاء والد الطفل وتخريجات المحامي الذي حاول جاهدا أن "يبوظ" القضية بطلب حذف اسم الطفل من قرار الاتهام الذي احالته النيابة العامة إلي القضاء العسكري.. وبذلك يحصل علي البراءة للمتهمين.. رغم أنه يعلم انه غير مسموح له كمحام عن بعض المتهمين المقبوض عليهم أن يتقدم بأي طلب يخص متهماً هارباً.
قاطعته قائلا: يبدو أنك أصبحت فقيها قانونيا.. فرد قائلا: لا فقيه ولا حاجة.. الكلام من ردود أفعال الناس الذين شاهدوا الحلقة وتعليقاتهم علي هذه التمثيلية المفضوحة التي كشفها المتحدث العسكري العميد محمد سمير في البيان علي هذه القضية وتناول فيه أن المتهم المذكور المطلوب هارب ولم يستجوب مع باقي المتهمين وعددهم "116" متهما لمحكمة الجنايات العسكرية وأفادت جهات الضبط بعدم وجود المتهمين بمحال إقامتهم وتبين هروبهم لمكان غير معلوم وقد اسند للمتهم "أحمد منصور قرني شرارة" الاتهامات الواردة بقرار الاتهام بتاريخ 16-2-2016 وصدر الحكم غيابيا بإدانة المتهم فيما هو منسوب إليه.
قاطعته قائلا: لماذا القسوة علي وائل الإبراشي فرد قائلا: هذه هي الحقيقة.. لقد أراد الإبراشي الإثارة.. وإدعاء أن القضاء المصري يحاكم الأطفال ويحكم عليه بالمؤبد وتأكد ذلك من قوله: إن هناك محاولة لعودة الدولة البوليسية التي تسئ للسلطة كل يوم وأن الداخلية خسرت فرصة ذهبية بعد ثورة 30 يونيه وأن هذا يخصم من رصيد السلطة والدولة والقيادة.
قاطعته متسائلا: هو قال هذا الكلام؟ فأجاب نعم هذا كلامه بالنص وبدون زيادة أو نقصان.
انتهي الحديث واستأذن في الإنصراف.. ولسان حالنا يقول "لك الله يامصر".. و"تحيا مصر".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف