الوطن
محمد فتحى
عن الذين صنعوا للهراء سعراً
(1) توفيق عكاشة:

ما رأى صنّاع ظاهرة توفيق عكاشة من الأجهزة، ومعاتيه الإعلام، والمصلحجية، والسبوبجية والهيستيريين وأصحاب الصوت العالى فى استقبال الرجل للسفير الإسرائيلى فى منزله؟؟ الرجل كان «معزوم» من العكش، ولم يكن ماراً بالصدفة فقال له «تعاشبشاى»، أو على طريقة «كنت معدية قلت أجيب الجمعية»، ولذلك نسأل: ماذا لو فعلها أحد النشطاء السياسيين الذين تطالبون بحبسهم؟؟ أين ذهبت ألسنتكم الطويلة فى برامجكم وتصريحاتكم، ولماذا فقدتم ذاكرة دعمكم للهراء الذى كان يتردد بوصفه علماً ومعلومات بينما هو تضليل وغسيل دماغ؟؟ وعن أى تحقيق يتحدث مصطفى بكرى فى مجلس النواب، ألا يكفى الأمر لكى يطالب سيادته بفصل النائب ويجمع توقيعات مثل التى كان يجمعها لوقف برنامج خيرى رمضان؟ لماذا لم «يتشملل» فخامة سعادة جناب مصطفى بكرى باشا قائمقام الصعايدة وظبطشى أول المجلس ليرينا وصلة من بتوع «البرادعى» لما تيسر من كلامه ودروسه عن الوطنية، ويفقع كام «عيب يا توفيق»، وكام «الوطن يلعنكم» إلى آخر الأسطوانات، ليخبرنا ماذا سيفعل المجلس مع نائب «مطبّع»، وبالمرة يذكّر الناس بذهابه لوزير الداخلية بصحبة زميله النائب الخلوق للتدخل فى قضية نفقة كانت ضد توفيق الذى رفع وقتها علامة النصر، وقال عن نفسه إنه مفجر ثورات؟؟ وهل سيخرج عكاشة ببيان على الناس ليوضح أنه كان يجند السفير، وأن الموضوع سيتم تجسيده فى مسلسل توفيق عكاشة الهجان، أو أن ذلك تم بالتوافق مع «هراء من أجل مصر». فلا نامت أعين السفهاء، والمطبعين!!

(2) أحمد ناجى لا يستحق السجن

دعاة الأخلاق والفضيلة يتصورون أن القضية أخلاقية فى المقام الأول، ومتعلقة «بقلة أدب» أديب كتب أوصافاً وكلاماً جنسياً، لكن ليست هذه هى القضية بالمرة.

القضية يا سادة باختصار هى: أحدهم كتب، أحدهم لم يعجبه ما قرأ، أحدهم حبسه!!

تغير الفعل كتب - يكتب: كتابة، إلى كتب، يكتب، فاتحبس!!

القضية هى: هل نسجن كاتب كتب؟؟ وليس هل ما كتب إبداع أم لا.

لم أحب ما قرأت، ولا نشره فى جريدة قومية، ولا اعتبار الأمر إبداعاً، لكن لا ولم ولن أطالب بحبسه، بل سأتضامن معه ضد تقييد حريته وعقابه على ما كتب خلافاً للدستور، وخضوعاً لتفسير قاض، بينما وكيل النيابة كان يظن الكاتب يعترف بالتحشيش، غير منتبه إلى أن بطل الرواية هو الذى يصف نفسه بضمير المتكلم، وغير مفرّق بين مقال الرأى، و«فصل» من رواية خيالية.

أفرجوا عن أحمد ناجى، أو أدخلوا السجن كل من يخدشون حياءنا ليل نهار، ويسبون الناس، ويخوضون فى عرضهم على الشاشات، ثم نرى أماكنهم فى مجلس النواب، هذا هو تعريف خدش الحياء اللى بجد.

(3) هالة يوسف

الدكتورة المحترمة هالة يوسف، وزيرة السكان السابقة، قدمت نتائج دراسة مهمة حول الشباب، لتكتشف العديد من النتائج التى نستطيع أن نقول إنها مهمة ومحترمة، وقدمتها فى استراتيجية مصر 2030. هالة يوسف عضو المجلس الاستشارى الرئاسى للتنمية المجتمعية تستحق التحية لأنها أكملت عملها فى الاستراتيجية فى «دولة» لم تراع فى استراتيجيتها وجود وزيرة محترمة مثلها، فألغت الوزارة على بعضها!!

(4) كلام الرئيس

رئيس يقول: لو ينفع أبيع نفسى هبيع نفسى، رئيس يستحق التعاطف والمساندة لا السخرية، وهو يستحق مع ذلك «إخلاص النصح» لوجه الله والوطن، لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً.

سيادة الرئيس: يسمون ما قمت به فى علوم الاتصال «تشويش الرسالة» فرغم وجود «بنية» محترمة لخطابك تقوم على «البناء والبقاء» فإن ارتجالك الذى تحبه، ويحبه البعض، شوّش على باقى ما قلت، فلم يلتفت أحد لتصريحك عن توفير الفلوس للمشروعات، ولا عن انتهاء أزمة الكهرباء تماماً بحلول 2017، ولا عن توفير شقة لكل من يطلب، وركزوا على ما قلته أثناء ارتجالك، فلماذا ارتجلت؟؟

سيادة الرئيس: أشرت فى خطابك إلى «اللى وقّع الطيارة» وكأنك تستبق الأحداث والتحقيقات لتؤكد أنه عمل إرهابى، وأشرت إلى «مش فيه سد بيتبنى وهتتحجز الميه فيه» فى تأكيد على موقف مصرى نهائى بالخضوع لإرادة إثيوبيا وسد نهضتها والاستعانة بالمعالجة الثلاثية للمياه وحفر الآبار لتعويض الفقد، لكنك ارتجلت فركز الجميع على «أبيع نفسى»، ونسوا حتى الدراسة العظيمة التى قامت بها د. هالة يوسف عن الشباب والتى يجب أن تصير منهجاً علمياً تتعاملون به بدءاً من اليوم بعيداً عن الارتجال. سيادة الرئيس: جميعنا مستعد لبيع نفسه من أجل الوطن، لكن «ماحدش يسمع غير كلامى أنا بس» مرفوضة على الأقل بالنسبة لى، وهى سابقة لم تحدث فى المجرة، ولم يقلها عمر بن الخطاب الذى نضرب به المثل فى الحكم، وخطوة استباقية لكى يأتى يوم قد تقول لنا فيه «ماحدش يفكر.. نفذ وبس»، وليس هكذا تدار الأوطان.

نحن معك لا عليك، لأن هذا وطننا لا وطنك وحدك، ودائماً أبداً تطلب منا «مشاركتك» وجزء مما نقف به أمام الله «تقويمك» لو أخطأت، ونصحك لكى ترشد الطريق، فإن كنت تعرف علاج كل مشكلات مصر، فنحن المرضى، ومازلنا، ولن نصدق أن شيئاً تغير قبل أن نُشفى، ولأن إخلاصك وصدقك واضحان، ولأن كلامك على ما يبدو كان لغيرنا، فقد رضينا أن نصبّح على مصر، لكن عليك أن تنصح مصر بألا تمسّينا، وإذا كنت ترى أن الحكومة «حلوة وجميلة» فنحن لا نراها كذلك، فأنت تجلس معها كثيراً، وهى تجلس على أنفاسنا.

سيادة الرئيس: انتظرت كلاماً عن الحريات، وقرارات تتماشى مع رغبتك الصادقة، وتفسيراً لـ«أشيلهم من على وش الأرض»، خصوصاً وأنك ما زلت تسأل: «إنتو مين»، فكيف نشيلهم ونحن لا نعرفهم!!

سيادة الرئيس، كانت نبرة صوتك هادئة وقت كانت الدولة «واقعة» فلماذا تغيرت النبرة للزعيق وأنت تقول ما معناه أننا أفضل؟؟

سيادة الرئيس، نجاحك ليس ترفاً، وسندعمك من أجل بلدنا وأولادنا، لا من أجل أن نحولك لديكتاتور، فراجع خطابك ثانية، وسترى فيه بعض ما لن يرضيك أنت شخصياً فى أوقات أخرى، وسنعتبرها «دخلة شيطان» رغم أنه ليس هكذا تُدار الأوطان، لكن لا بديل.. لا بديل.. لا بديل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف