عشنا الشهر الماضي علي وقع زيارة الرئيس الصيني "شي جين بينغ للقاهرة"، وعددّ الكثيرون مزايا التنين الصيني علي جميع الأصعدة لكنني سألقي النظر في السطور التالية علي اهتمامي الأول وهو التعليم الصيني الذي كان قاطرة التنمية الاقتصادية الصينية لتحتل ثاني أكبر اقتصاد في العالم..لعلنا نتعلم من بلاد الشرق الأدني التي بدأت نهضتها التعليمية مع الثورة الثقافية هناك عام 1960 عندما انفتحوا علي الغرب.. مما جعل قادة النظام التعليمي في الصين ينادون بضرورة التغيير في كل جوانب التعليم ..ولك أن تتصور أن الصين تشرف علي أكبر نظام تعليمي في العالم يبلغ عدد طلابه 200 مليون طالب وطالبة وهو تعداد دول مجتمعة لكنها لم ترضخ لواقع صعب..اعتمدت الصين علي سياسة تعليمية شاملة للنهوض في التعليم، وكان من أهمها تشجيع العمال والفلاحين والجنود علي الإرتباط بالمدارس..فتبنت شعار ”التعليم مدي الحياة“ لمواجهة النمو السريع للعلوم والتكنولوجية في جميع أنحاء العالم مع توفير تدريب مهني للأفراد غير القادرين علي استكمال التعليم العالي ودعم مشروع التعليم الإلزامي في المناطق الفقيرة وفتح مجال جمع التبرعات من أصحاب رؤوس الأموال بما يسمي مشاريع الأمل لدعم التعليم في الأرياف..وعاني التنين الصيني مما نعانيه اليوم من انتشار الأمية لكنه عالج تلك الأزمة بإنشاء المدارس المتنقلة في مناطق الرعي والمناطق النائية لتمكين جميع الطلاب من الإلتحاق بالتعليم الإبتدائي مع توفير الدعم المادي للمدارس الإبتدائية من مصادر متعددة رسمية وغير رسمية، ودعم الطلبة الفقراء مادياً وقامت الحكومة بتخفيف عدد سنوات الدراسة في المناطق الريفية للحد من ظاهرة التسرب التي نعانيها الآن وهي تجربة تقتضي منا دراستها وتطبيقها خصوصا في قري ونجوع مصر ودروب وفيافي سيناء والوادي الجديد..الصين يا سادة لم تصل الي ما هي عليه الآن من فراغ..وإنما أوجدت نظاما تعليميا قويا بالرغم من ترامي مساحتها الجغرافية ووجود أكبر مجتمع تعليمي كثافة في العالم، ولكنها في النهاية شعب أراد الحياة والتقدم فقهر الصعاب واستجاب القدر..فمتي يستجيب القدر لنا في بلدنا؟!