الأخبار
داليا جمال
أما قبل ‎معكم من... مصر "المفروسة"!!
‎انتهي الحال بوصف المعتوه او المجنون ذي التصرفات المنافية للعقل والمنطق بكلمة (ما عليه شئ ) لكنها تحولت مع الأيام إلي (معلش)، وكلمة ( يا ألد أعدائي ) قلبها المصريون مع الزمن إلي (يادلعدي )..وماحدش واخد باله!!

‎وفي وسط الزحام وزخم الأحداث تحولت مصر المحروسة بقدرة قادر ومع سبق الإصرار والترصد الي مصر" المفروسة" في رحلة شقاء صعبة مرت بها بعد أن ابتلاها الله ببشر شغلوا مناصب قياديه في مواقع رفيعة، فكانوا وبالا علي البلاد والعباد.

‎أحدهم مكنه الحظ من اعتلاء عرش وزارة آثار تضم تاريخا تجاوز السبعة آلاف سنة..فإذا به يعلن علي الملأ اكتشافا لوذعيا يؤكد فيه أن تعامد الشمس علي وجه تمثال رمسيس الثاني يوم مولده ويوم توليه العرش، ليس إلا محض صدفة!!!

‎ليس هذا فقط..بل أن التاريخ سيسجل أن عهد نفس الوزير الميمون قد شهد ولأول مرة بيع حجارة الهرم الأكبر بالقطعة..واللي يفرس أن سيادته قد تقدم ببلاغ للسلطات الأمنية ليس ضد اللصوص..بل ضد الشاب والفتاة اللذين كشفا منظومة بيع حجارة الهرم...أي والله!!

‎وفي مصر المحروسة هناك وزير للبيئة لم يطالب بإنزال أقصي الغرامات والعقوبات عمن تسبب في كارثة غرق صندل ملئ بالفوسفات في النيل، بل خرج علينا بتصريح يصنف ضمن عجائب الدنيا مؤكدا أن الفوسفات كله فوايد وأن بعض الدول تلقي بالفوسفات في الأنهار لفوائده !!!

‎وفي مصر المحروسة سابقا المفروسة حاليا وزير للتعليم العالي يصرح بكل فخر أن مستشفيات مصر أفضل من مستشفيات بريطانيا!! علي اعتبار أن مصر التي يتحدث عنها هي دولة لا نعيش فيها!! أو كأنه لو مرض سيطلب معالجته في مستشفي أم المصريين أو دار الشفاء !!

‎وفي مصر المحروسة سابقا تسمع تصريحا لوزير الشباب والرياضة يقول أن مصر مافيهاش بطالة!! وكأنما لا يري آلاف الشباب العاطل علي المقاهي ولا حالهم البائس أو أنه يعيش وحده في جزر الواق واق مع بقية المسئولين!!

‎وأرجو أن تمسك نفسك من الغيظ وأنت تقرأ تصريح رئيس هيئة النقل العام الذي سيعجزك إيجاد وصف ملائم له وهو ويقول بكل أريحية إن إصلاح الطرق سيرفع معدل حوادث السير،مما يؤكد أن الحكومة عاوزة الطرق خربانة علي ماهي عليه حفاظا علي أرواحنا!! ‎ونتيجة لاستمرار كل هؤلاء العباقرة وغيرهم في مواقع المسئولية، فقد قفز سعر الدولار ليقارب العشرة جنيهات بالتمام والكمال !! ويصل ترتيب جامعاتنا في التعليم الي ماقبل الأخير !! ‎بل وخرجت مصر من التصنيف العالمي لـ"جودة الحياه واحتلت المرتبة 135 من بين 158 دولة في مؤشر "السعادة"، وحلت في المرتبة الخامسة في مؤشر البؤس العالمي. ‎ورغم كل هذه التصريحات والمؤشرات الموجعة للقلب...فقد استمر كل المسئولين الأشاوس في مناصبهم، كلما غاب منهم عبقري. جاءوا بمن هو أشد منه فتكا!! ليحولوا مصر من المحروسة سابقا، الي مصر المفروسة حاليا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف