الأخبار
صابر شوكت
بين الصحافة والسياسة -عودة العقل- لوزارة الداخلية ٣-٣
تولي «حبيب العادلي» وزارة الداخلية.. بعد أن أمضي بضعة شهور خلفاً للشهيد لواء «أحمد العادلي» مديراً لجهاز أمن الدولة.. وتولي الوزارة علي أسنة رماح لواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة الراحل والذي استخدمه وجهاز أمن الدولة أفضل استغلال ليستحوذ عمر سليمان علي قلب الرئيس مبارك تماماً.. فصار هو الأمين علي حياة مبارك ونظامه خارج البلاد.. وداخل البلادأيضاً..!

>> وبدأت وزارة الداخلية رويداً رويداً تفقد عقلها الممثل في جهاز أمن الدولة بعد أن تسلل إليها «جنون السلطة».. فقد ساير حبيب العادلي الظروف من أجل المنصب.. وأوحي لسليمان وجهازه أنه تلميذهم المطيع هو ووزارة الداخلية كلها.. وأدار الوزارة من خلالهم.. وبمرور الأيام.. استوعب لعبة السياسة.. ومع ظهور لاعب جديد «في القصر الرئاسي» وهو الوريث «جمال مبارك» مع بداية الألفية.. ومن ورائه الرئيسة الأم «سوزان» وأصبحوا يديرون الأمور في البلاد من خلال السيطرة علي الرئيس استغل حبيب العادلي الأحداث الجديدة.. وألقي بنفسه بين يدي «الوريث والأم» ليستخدماه ووزارة الداخلية كيفما يشاءان.. ومن لحظتها بدأ تحديه لعمر سليمان وجهاز المخابرات بالكامل..!!.. وبعد أن كان جهاز المخابرات مثلاً.. يراقب وزير الداخلية من خلال «دبوس» بالكرافات لايخلعه إلا في غرفة نوم زوجته فقط.. استخدم حبيب العادلي ورجله الحديدي «حسن عبدالرحمن» رئيس جهاز أمن الدولة وقتها.. لمراقبة عمر سليمان نفسه.. وبعض قيادات الجهاز.. لحساب الوريث وأمه..!؟..

وبعدها أصيب عقل وزارة الداخلية بلوثة عقلية وليس مجرد جنون.. حين توغل في السياسة.. وقام حبيب العادلي.. بعقد الصفقة السرية مع الوريث «جمال مبارك» وأمه بتحمل مسئولية صناديق الإنتخابات حتي يعتلي جمال مبارك العرش.. وأثبت لهم كراماته باكتساح انتخابات برلمان ٢٠٠٥ وبعدها قدم لهم «سر الصنعة» شبكة صبري نخنوخ الإجرامية التي تضم أكثر من نصف مليون بلطجي بأنحاء عشوائيات الجمهورية.. يسيطرون علي الصناديق الانتخابية تحت حماية ورعاية أمن الدولة والداخلية -وزادت خطورة مضاعفات جنون عقل الداخلية وقتها.. إلي إجتماعات سرية بين نخنوع والعادلي بمكتبه بقلب وزارة الداخلية.. وبعدها استخدمه لحسابه الخاص في مافيا سرية للسيطرة علي جميع وزراء الحكومة ورجال الأعمال من خلال «تجسس» البودي جاردات الذين يتم تعيينهم من خلال شركة خاصة بين «قريب للعادلي يدعي الطرابيشي» وبين نخنوخ وشبكته.. وللأسف مازالت تعمل هذه الشركة حتي الآن!!؟

المهم.. ضُرب عقل وزارة الداخلية بلوثة الجنون.. وانعكس ذلك علي جميع أجزاء جسد الأمن المصري.. وبدأ شعب مصر يكتوي من فساد الداخلية وتنامي انحرافاتها بالعقد الأخير من نظام مبارك.. حتي أن بعض ضباط وأفراد أقسام الشرطة في نهاية «نبطشية» الفجر يخرجون بسيارات الشرطة صباحاً للقبض علي أبرياء المصريين حتي من علي محطات الأتوبيس.. وداخل قسم الشرطة يساومونهم للإفراج عنهم بتفريغ جيوبهم قبل أن تأتي «النبطشية» الصباحية! وبلغ فساد الداخلية بسبب جنون عقلها أن استحدث جميع ضباط ومأموري الأقسام بأنحاء الجمهورية نظام «الإيراد» يعني جميع احتياجات الأسرة اليومية من لحم وخضار وفاكهة ولبس وحتي السجاير.. يتولي أمين الشرطة ومجموعة مقربة جمعها من محلات المنطقة التابع لها قسم الشرطة..! وتنامي الجنون.. حتي قامت الثورة في يناير.. تم يونيه.. وأريقت دماء آلاف الشهداء.. بسبب جنون عقل وزارة الداخلية.. الذي عجل بسقوط نظام مبارك.. واليوم.. ومع تولي اللواء مجدي عبدالغفار.. الوزارة بعد أن كان «بالمعاش» مديراً سابقاً لجهاز الأمن الوطني.. وأكد شفاء عقل وزارة الداخلية.. رغم نفيه بعد ذلك تصريحه بأن «عقيدة الداخلية» تغيرت بعد ثورة يناير!؟. ورغم إرساله فور توليه.. أوامر مطبوعة لجميع قيادات وضباط وأفراد الداخلية.. بلوائح التعامل مع الشعب بأن الشرطة في خدمتهم.. والحفاظ علي جميع حقوق الإنسان وكرامة الشعب المصري وأن الوزارة لن تتستر علي أي منحرف أو فاسدة. ورغم نجاح الرجل في استعادة عقل «الأمن الوطني» بنجاحه.. الساحق في القبض علي «الخلايا النوعية» والصفين الثاني والثالث من شبكة الإرهاب الإجرامي التابع لعصابة الإخوان. فإن.. أعضاء فاسدة منحرفة.. من أفراد جهاز الشرطة أمناء وأفراد.. إرتكبوا عدة جرائم مروعة.. انتهت بتحدي الدولة.. والجميع يسأل: هل شفي عقل وزارة الداخلية أم عاد للجنون..؟! وأنا أجيب.. بالأدلة القاطعة.. إن حبيب العادلي.. كانت لديه «كتيبة سرية» من أمن الدولة القديم يستخدمها مثل «ما وراء العدو» التي كان يستخدمها الراحل المشير عبدالحليم أبوغزالة بين أفراد القوات المسلحة.. ونفذت مؤامرة علي وزير الداخلية وقتها اللواء رشدي!؟

فهل عاد لاستخدامها حاليا للثأر لنفسه.. ونظام مبارك للعودة بنفس الطريقة التي رحلوا بها..؟ أم أن هناك تعاونا بين عصابة الإخوان وأجهزة مخابرات وبقايا نظام مبارك للتحالف ضد النظام الوطني لعقاب شعب مصر وإسقاط الدولة؟!

الله أعلم..


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف