أحمد سليمان
في حب مصر-موضة الهجوم علي الأزهر
الأزمة التي حدثت في التليفزيون المصري بسبب استضافة مذيعة تعمل بمبدأ "خالف تعرف" لأحد الأشخاص المعروف بعدائه لمؤسسة الأزهر لا تستحق التعليق. ولكن عندما تتناول المواقع الإليكترونية هذه الواقعة وتتبني وجهة نظر مذيعة المشاكل فإن الأمر يحتاج وقفة ووقفة حاسمة من الجميع.. مسئولين ومشاهدين ومؤسسة الأزهر الشريف نفسها.
في البداية يجب التأكيد علي عدة ثوابت:
* لا خلاف علي حرية الرأي والتعبير بشرط ألا تخرج عن حدود الأدب واللياقة والحفاظ علي آداب وتقاليد المجتمع وبما لا يهدد السلام الاجتماعي ويسبب بلبلة لدي الناس الذين لديهم ما يكفيهم من البلبلة بسبب برامج القنوات الفضائية التي تجري وراء توافه الأمور.
* ستبقي مؤسسة الأزهر الشريف ـ رغم أنف الرافضين- هي المؤسسة الدينية التي تحظي بحب واحترام وتقدير الغالبية العظمي من الشعب المصري والعالم العربي والإسلامي مهما حاول من يطلقون علي أنفسهم مفكرين ومثقفين ومدعي حرية الفكر والإبداع تشويه الأزهر ورجاله.
* رسالة تليفزيون الدولة تختلف عن التليفزيونات الخاصة في أنه يجب أن يراعي أبعاد الأمن القومي وأنه يمثل الدولة وليس رجل الأعمال هذا أو ذاك. ولا يسعي للإثارة لمجرد تحقيق نسبة مشاهدة تدر إعلانات. وإلا لفتحنا الباب لكل من هب ودب ليتكلم في قضايا الجنس والعفاريت والشعوذة وغيرها كما هو حادث الآن في القنوات الخاصة.
المذيعة التي سبق وقفها نتيجة محاولتها تطبيق المبدأ نفسه "خالف تعرف" ثم أعيدت للعمل بقرار علوي تحاول أن تثير بلبلة عندما قالت إنه تم وقف برنامجها نتيجة استضافتها لأحد الأشخاص المعروف بهجومه علي مؤسسة الأزهر وعلمائه. وقالت أيضاً إن البرنامج تم وقفه لأنه أغضب شيخ الأزهر الذي هدد بمقاطعة التليفزيون المصري. وأن رئيس التليفزيون حاول إرضاء شيخ الأزهر بوقف البرنامج.
ما تحاول توصيله هذه المذيعة هو أنها مع حرية الرأي والإبداع وأن مؤسسة الأزهر ترفض ذلك. وقالت إنها تسعي للتميز باستضافة مفكرين. يعملون علي تجديد الخطاب الديني. وأنها تستضيف هذه الشخصية لتنافس القنوات الخاصة.
أي حرية رأي تلك الصادرة من هذه الشخصية التي تحظي برفض عارم من مختلف فئات المجتمع باستثناء من يدعمونه من كارهي الأزهر الشريف؟
هل منافسة القنوات الخاصة تكون باستضافة مثل هذه الشخصيات؟ ثم أليس من الأفضل لمذيعتنا الساعية للتميز أن تبحث عن وجوه جديدة ذات فكر جديد وتتناول موضوعات جديدة. أم أنها تستسهل.وتقلد. وتستنسخ البرامج نفسها التي بدأ المشاهدون ينحسرون عنها في الفضائيات الخاصة؟
لن أتناول ما قاله رئيس التليفزيون رداً علي ادعاءات تلك المذيعة ولكن يكفي أن أؤكد أن فضيلة شيخ الأزهر أكد لي في جلسة تشرفت خلالها بلقاء فضيلته منذ أيام أنه لا يشاهد من التليفزيون سوي نشرة الساعة التاسعة مساء فقط ثم يخلد إلي النوم ليستيقظ مبكرأ ويبدأ مهام عمله. كما أكد من بين ما أكد أن الأزهر بدأ فعلاً تنقية المناهج وتطويرها وكانت البداية بمنهج المرحلة الإعدادية. وأن مؤسسة الأزهر لا ترفض النقد بشرط أن يكون بناءً وبعيداً عن التجاوز والتجريح.
سبق أن هاجم كثيرون مؤسسة الأزهر. بل وفضيلة شيخ الأزهر نفسه. ولم يرد الأزهر ولا شيخه علي هؤلاء الباحثين عن الشهرة وأعتقد ان مذيعتنا واحدة منهم.
نصيحتي لهذه المذيعة:عليك بابتكار فكرة برنامج جديد. يقدم للناس ما يفيدهم. يحظي بالاحترام دون تشويه المؤسسة الدينية إذا كنت تريدين التميز فعلاً في التليفزيون المصري. وإلا فعليك بالانضمام لطابور الإعلام الفاسد بالقنوات الخاصة. فهناك ستجدين من يدعمك وستحظين بشهرة أسرع خاصة إذا هاجمت الأزهر وشيوخه وعلماءه.. فتلك هي موضه هذه الأيام.