الجمهورية
احمد المنزلاوى
ذكري مي زيادة
ولدت بفلسطين بمدينة الناصرة وتفتحت زهور موهبتها بالقاهرة وكانت علامات نبوغها وتفوقها واضحة وظاهرة وأقبلت كوكبة من أهل العلم والأدب والصحافة علي ندوتها سعيدة ومستبشرة وتروي السطور القادمة قصة الكاتبة الأديبة الشاعرة ـ مي زيادة 1886 ـ 1941م.
ماري إلياس زيادة ولدت في 11 فبراير 1886 ـ والدها الصحفي اللبناني إلياس زيادة صاحب صحيفة المحروسة. والدتها فلسطينية من أصول سورية. أتمت دراستها الابتدائية بمدينتها والثانوية في عنطورة بلبنان والجامعية بالقاهرة بكلية الآداب بالجامعة المصرية. درست التاريخ الإسلامي والأدب العربي والفلسفة.
عملت في تدريس اللغتين الفرنسية والإنجليزية ونشرت مقالاتها وقصائدها في عدد كبير من الصحف المصرية واللبنانية منها الأهرام والمقطم والزهور والمحروسة والهلال والمقتطف والسياسة والرسالة.
أجادت تسع لغات : العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والاسبانية واللاتينية واليونانية.
كتبت أول كتبها اسم مستعار "إيزيس كوبيا" وهو ديوان شعر بالفرنسية وكانت تهوي الموسيقي والتصوير.
قدمت مي زيادة للمكتبة العربية مجموعة متميزة من المؤلفات والشعر والأدب والحياة والتراجم منها ديوان "أزاهير حلم" بالفرنسية وباحثة البادية "ملك حفني ناصف" كلمات وإشارات. المساراة. ظلمات وأشعة. بين الجذر والمد. الصحائف والرسائل. كلمات وإرشادات. وردة اليازجي. عائشة تيمور. الحب والعذاب. جوع الموجة. ابتسامات ودموع.
لم تتزوج مي علي جمالها وأدبها وكثرة محبيها وخطابها ولكن مال قلبها إلي الشاعر الأديب المهجري جبران خليل جبران "1883 ـ 1931" تراسلا علي امتداد 20 عاما من 1911 ـ .1931
كان في نيويورك وكانت في القاهرة. لم تره ولم يرها. قصة حب لم تكتمل عفيفة طاهرة.
انعقدت ندوتها الاسبوعية الشهيرة من 1913 حتي الثلاثينيات وكان مقرها الأول منزل أسرتها بشارع عدلي بوسط القاهرة. تردد عليها نجوم الأدب والشعر والثقافة والسياسة وشتي المجالات يستمعون إلي ما تكتبه أو تتحدث به بأسلوبها العذب الجميل.
منهم أحمد شوقي وحافظ ابراهيم واسماعيل صبري وطه حسين والعقاد وشلبي شميل ومصطفي صادق الرافعي وولي الدين يكن وغيرهم.
توفيت مي زيادة بمستشفي المعادي بالقاهرة عن "55 عاماً" 1941 "يوم الأحد 17 أكتوبر".
وكتب كبار الشخصيات القصائد والمقالات في رثائها قالت هدي شعراوي: "كانت مي المثل الأعلي للفتاة الشرقية الراقية المثقفة".
وكتب أمين الريحاني "الأديب اللبناني" مقالاً عنها بعنوان "انطفأت مي".
مشي في جنازتها نفر قليل ممن يعرفون قدرها منهم أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد رئيس دار الكتب والجامعة المصرية ووزير الخارجية والداخلية والكاتب الكبير أنطون الجميل رئيس تحرير الأهرام وعضو مجلس الشيوخ المصري وعضو المجمع اللغوي وشاعر القطرين اللبناني الشهير خليل مطران الذي اجتمعت فيه الثقافات العربية والأجنبية.
دارت الدوائر علي الفتاة الرقيقة في أواخر سنوات عمرها. مات والدها 1929 وجبران 1931 ووالدتها .1932
أدخلها بعض أقاربها مستشفي الأمراض النفسية والعقلية ودافع عنها نفر من أهل الأدب وخرجت من المستشفي بعد أن تأكد الجميع من سلامتها وعادت من لبنان إلي القاهرة.
كانت مي زيادة تري ان نهر الخيال ينبع من بحيرات الواقع وان كل القصص والأعمال الأدبية لها أصول واقعية.
تقول مي زيادة وهي تفتح أبواب الأمل والرجاء أمام من ضاقت بهم السبل: "كن سعيداً لأن أبواب السعادة شتي ومنافذ الحظ لا تحصي ومسالك الحياة تتجدد مع الدقائق. كن سعيداً دوماً. سعيداً علي كل حال".
قال الشاعر اسماعيل صبري وهو يتحدث عن مي زيادة وندوتها الاسبوعية التي تنعقد أيام الثلاثاء : روحي علي بعض دور الحي حائمة
كظامئ الطير تواقاً إلي الماء
إن لم أمتع بمي ناظري غداً
أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء
يوافق شهر فبراير الجاري 2016 ذكري مرور 130 عاماً علي ميلادها وفي أكتوبر القادم مرور 75 عاماً علي رحيل مي زيادة الكاتبة. الأديبة. الخطيبة. الشاعرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف