بالمصادفة شاهدت مساء الجمعة فيلم الشموع السوداء، بطولة الفنانة نجاة الصغيرة متعها الله بالصحة والعافية، وصالح سليم لاعب الكرة ورئيس النادى الأهلي الأسبق رحمة الله عليه، والفنانة ملك الجمل، وفؤاد المهندس رحمة الله عليهما، قد تكون هذه المرة الثانية أو الثالثة التى أشاهد فيها هذا الفيلم، وأذكر من مشاهدتى الأولى له فى الستينيات خلال طفولتى، أننى كنت بموت رعباً من مشاهد الفنانة القديرة ملك الجمل عندما تتسلل فى الظلام للتنصت على الغرف، وفى مشاهد انفراد الكاميرا بخطوات قدميها، كما أذكر كذلك أنني كان قلبى يتوقف من وجه الفنان صلاح سرحان، خاصة فى الظلام، وانعكاس الضوء عليه، ومشاهده خلف ستارة غرفة نجاة.
مشاهدتى اليوم تختلف كثيرا عن مشاهدة الطفولة، صحيح لاختلاف الثقافة، لكن لا أخفى عليكم أننى عند مشاهدة ملك الجمل وصلاح سرحان كنت أشعر بتوتر وتستدعى ذاكرتى أحاسيس الخوف والرعب القديمة، لكن أهم ما خرجت به من مشاهدتى الحالية للفيلم، اكتشافى أن ضعف الحدوتة وحبكتها، واعتماد المؤلف على المصادفة فى تعقيد الأحداث وحلها، هذا بخلاف الأداء الباهت لأبطال الفيلم.
الفيلم كما شاهدته أول امس جاء أقرب إلى المسرح، معظم مشاهده دارت فى غرفة صالح سليم، اضافى إلى أننا يمكن عد الممثلين الذين شاركوا فى الفيلم، وأظن ان عددهم حوالى عشرة ممثلين، بمن فيهم السائق الفنان محمد شوقى، والخادمة الفنانة نوال أبو الفتوح، والدادة الفنانة ثريا فخرى، والجناينى الفنان بدر نوفل، وزوجة والد نجاة.
وما يلفت الانتباه أن الفنانة القديرة ملك الجمل الوحيدة التى كانت تؤدى بطبيعية واتقان، هى والفنان صلاح سرحان، حيث كانا يقدمان مشاهد الشر بعفوية وسلاسة، يليهما فى الأداء الفنان فؤاد المهندس، نوال أبو الفتوح، وبدر نوفل.
وبالنسبة لأداء الفنانة أمينة رزق فقد كان كالعادة أقرب للأداء المسرحى، لكنه فى النهاية كان أفضل بكثير من أداء نجاة وصالح سليم الذى أسندوا إليه الدور لشهرته كلاعب كرة.
والمدهش أن العقد الرومانسية الأشبه بالأسطورية التى صنعها عز الدين ذو الفقار المؤلف والمخرج فى الشخصيات، حيث جعل حبيبة صالح سليم تخونة، ويكتشف الخيانة، فيقود سيارته بجنون ويقع حادث ويصاب بالعمى، وفجأة بعد ان يقع على سلم القصر يعود له بصره فى وقت يحتاج فيه إلى هذا البصر ليكشف المجرم الذى قتل أخاه، ناهيك عن اصابة والدته، الفنانة القديرة أمينة رزق، بشلل فى ذراعها اليمني، يصاحبه اغماءات وآلام حادة، ما هو المرض؟، وما العلاقة بين الشلل والاغماءات والآلام الحادة؟، الله أعلم، والطريف أن علاجها وقتها كان فى سويسرا، تسافر للعلاج فيقع حادث مقتل ابن زوجها، وعند عودتها يتم حل اللغز.
وأهم ما يلفت الانتباه فى هذا الفيلم الصياغات التى وضعت على لسان وكيل النيابة، خلال محاكمة نجاة بقتل الفنان صلاح سرحان أخو صالح سليم، تسب النيابة المتهمة وتصفها بالحية الرقطاء، وأذكر ان معظم الأفلام التى شاهدتها عبر سنوات العمر الماضية، والتى كانت تتضمن بعض مشاهد للنيابة والمحاكمة، كانت النيابة تتجاوز، ويسب وكيل النيابة المتهمين، وهو ما يخالف مواد قانون الإجراءات الجنائية، ويضع وكيل النيابة تحت طائلة القانون بتهمة السب والقذف.